امرأته: رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم وعليها تتصدق من الناس بما تجده.
فلما طال عليه البلاء ورأى إبليس صبره، اتى أصحابا له كانوا في الجبال رهبانا وقال لهم مروا بنا إلى هذا العبد المبتلى فنسأله عن بليته، فركبوا بغالا شهبانا وجاءوا، فلما دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه فقرنوا بعضها إلى بعض ثم مشوا إليه وكان فيهم شاب حدث السن فقعدوا إليه، فقالوا: يا أيوب لو أخبرتنا بذنبك وما نرى ابتلاءك بهذا البلاء الذي لم يبتل به أحد الا من امر كنت تسره فقال أيوب: وعزة ربي انه ليعلم اني ما اكلت طعاما الا وعلى خواني يتيم أو ضعيف يأكل معي، وما عرض لي أمران كليهما طاعة الا اخذت بأشدهما على بدني.
فقال الشاب: سوأة لكم عمدتم إلى نبي الله فعيرتموه حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسرها فقال أيوب: لو جلست مجلس الخصم منك لأدليت بحجتي فبعث الله إليه غمامة فنطق فيها ناطق بعشرة آلاف لسان أو ستة آلاف لغة: يا أيوب أدل بحجتك فاني منك قريب ولم أزل قريبا قال فشد عليه مئزره وجثى على ركبتيه وقال: ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط الا لزمت بأحسنهما على بدني ولم آكل اكلة من طعام الا وعلى خواني يتيم قال: فقيل له: يا أيوب من حبب إليك الطاعة؟ ومن صيرك تعبد الله والناس عنه غافلون؟ وتحمده وتسبحه وتكبره والناس عنه غافلون؟ أتمن على الله بما لله المن فيه عليك؟ فاخذ التراب ووضعه في فيه، ثم قال: أنت يا رب فعلت ذلك بي فأنزل الله عليه ملكا، فركض برجله، فخرج الماء فغسله بذلك الماء، فعاد أحسن ما كان، فأنبت الله عليه روضة خضراء، ورد عليه أهله وماله وولده وزرعه، وقعد معه الملك يحدثه، فأقبلت امرأته معها الخبز اليابس، فلما انتهت إلى الموضع، إذا الموضع متغير وإذا رجلان جالسان، فبكت وصاحت وقالت: يا أيوب ما دهاك؟ فناداها أيوب فأقبلت، فلما رأته وقد رد الله عليه بدنه ونعمته سجدت لله شكرا، فرأى ذؤابتها مقطوعة، وذلك انها سألت قوما ان يعطوها ما تحمله إلى أيوب من طعام، وكانت حسنة