قال قتادة: دام ذلك سبع سنين، وروي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
(اركض برجلك) اي ادفع برجلك الأرض (هذا مغتسل بارد وشراب) وفي الكلام حذف، اي فركض برجله فنبعت بركضته عين ماء.
(وخذ بيدك ضغثا) وهو ملأ الكف من الشماريخ وما أشبه ذلك اي وقلنا له ذلك. وذلك أنه حلف على امرأته لأمر أنكره من قولها ان عوفي ليضربنها مائة جلدة. فقيل له: خذ ضغثا بعدد ما حلفت فاضربها به دفعة واحدة. فإنك إذا فلعت ذلك برت يمينك (ولا تحنث) اي يمينك.
(وروي) عن ابن عباس انه قال: كان السبب في ذلك أن إبليس لقيها في صورة طبيب فدعته إلى مداواة أيوب. فقال أداويه على أنه إذا برء يقول أنت شفيتني ولا أريد جزاءا سواه؟ فقالت نعم، فأشارت إلى أيوب بذلك فحلف ليضربنها (انه أواب) اي رجاع إلى الله منقطع إليه.
(روى العياشي) باسناده ان عباد المكي قال: قال لي سفيان الثوري: اني أرى لك من أبي عبد الله منزلة فاسأله عن رجل زنى وهو مريض فان أقيم عليه الحد خافوا ان يموت ما يقول فيه. فسألته فقال لي: هذه المسألة من تلقاء نفسك أو امرك بها انسان؟ فقلت ان سفيان الثوري امرني ان أسألك عنها فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله اتي برجل أحبن - يعني به الاستسقاء - قد استسقى وبدت عروقه وقد زنى بامرأة مريضة. فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله فاتي بعرجون فيه شمراخ. فضرب به ضربة وخلى سبيله. رواه الصدوق في (الفقيه) بسند صحيح.
(الكافي) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله عز وجل يبتلي المؤمن بكل بلية ويميته بكل ميته ولا يبتليه بذهاب عقله، اما ترى أيوب كيف سلط إبليس على ماله وعلى ولده وعلى أهله وعلى كل شئ منه ولم يسلط على عقله، ترك له ليوحد الله به.