الذؤابة، فقالوا لها تبيعينا ذؤابتك هذه حتى نعطيك؟ فقطعتها ودفعتها إليهم واخذت منهم طعاما لأيوب. فلما رآها مقطوعة الشعر غضب وحلف عليها ان يضربها مائة.
فأخبرته: انه كان سببه كيت وكيت، فاغتم أيوب من ذلك، فأوحى الله إليه:
(فخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث) فاخذ مائة شمراخ فضربها ضربة واحدة، فخرج من يمينه.
ثم قال: (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم) قال: فرد الله عليه أهله الذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء، كلهم أحياهم الله فعاشوا معه.
وسئل أيوب عليه السلام بعد ما عافاه الله اي شئ كان أشد عليك مما مر عليك؟ قال: شماتة الأعداء.
قال: فأمطر الله عليه في داره فراش الذهب وكان يجمعه، فإذا ذهب الريح بشئ عدا خلفه فرده، فقال له جبرائيل: اما تشبع يا أيوب؟ قال: ومن يشبع من رزق ربه؟.
وعن ابن عباس: ان الله رد على المرأة شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكرا، وكان له سبعة بنين وسبع بنات أحياهم الله له بأعيانهم.
(وعن) أبي عبد الله عليه السلام قال: ابتلى أيوب سبع سنين بلا ذنب.
(وعنه) عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى ابتلى أيوب عليه السلام بلا ذنب، فصبر حتى عير، وان الأنبياء لا يصبرون على التعيير.
(الأمالي) باسناده إلى الصادق عليه السلام: ان أيوب عليه السلام: مع جميع ما ابتلى به لم تنتن له رائحة ولا قبحت له صورة ولا خرجت منه مدة ولا دم ولا قيح ولا استقذره أحد رآه ولا استوحش منه أحد شاهده ولا تدود شئ من جسده، وهكذا يصنع الله عز وجل من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه، وانما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر امره، لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره، من التأييد والفرج.
وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: أعظم الناس بلاءا: الأنبياء، ثم الأمثل