(وعنه) عليه السلام قال: يؤتى بالمرأة الحساب يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول يا رب حسنت وجهي حتى لقيت ما لقيت؟ فيجاء بمريم عليها السلام فيقال أنت أحسن أو هذه قد حسناها فلم تفتتن. ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه، فيقول يا رب قد حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت؟
فيجاء بيوسف صلى الله عليه فيقال: أنت أحسن أو هذا قد حسناه فلم يفتتن؟
ويجاء بصاحب البلاء الذي قد اصابته الفتنة في بلائه فيقول: يا رب شددت على البلاء حتى افتتنت؟ فيؤتى بأيوب صلى الله عليه فيقال: أبليتك أشد أم بلية هذا فقد ابتلى ولم يفتتن.
(تفسير علي بن إبراهيم) باسناده إلى الصادق عليه السلام قال أبو بصير:
سألته عن بلية أيوب عليه السلام التي ابتلى بها في الدنيا لأي علة كانت؟ قال:
لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا، وادى شكرها.
وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس من دون العرش، فلما صعد ورأى شكر نعمة أيوب، حسده إبليس، فقال يا رب ان أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة الا بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته دنياه ما أدى إليك شكر نعمة ابدا فقيل له: قد سلطتك على ماله وولده، قال فانحدر مسرعا خشية ان تدركه رحمة الله عز وجل فلم يبق له مالا وولدا الا أعطاه. فازداد أيوب لله شكرا وحمدا. قال فسلطني على زرعه؟ قال: قد فعلت. فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق، فازداد أيوب لله شكرا وحمدا. فقال يا رب سلطني على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله وعينيه ولسانه وسمعه. فنفخ فيه إبليس فصار قرحة واحده من قرنه إلى قدمه. فبقى في ذلك دهرا يحمد الله ويشكره حتى وقع في بدنه الدود. وكانت تخرج من بدنه فيردها ويقول لها: ارجعي إلى موضعك الذي خلقك الله منه.
فنتن حتى أخرجه أهل القرية من القرية وألقوه في المزبلة خارج القرية، وكانت