دون العذاب الأكبر ان هذا فراق الأحبة في دار الدنيا حتى يستدلوا به على فراق المولى.
فلذلك يعقوب تأسف على يوسف من خوف فراق غيره فذكر يوسف لذلك.
أقول: فراق الأحبة ووصال الأحبة نار وجنة مخلوقتان وفي الدنيا يستدل بها على نعيم الآخرة وجحيمها.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: لولا هول المطلع وفراق الأحبة لطلبنا الموت.
وفي تفسير قوله تعالى: (على سرر متقابلين) انه أعظم لذات الجنة: يجلس الأحبة في المكان الواحد، كل واحد على سرير من سرر الجنة: وقال المتنبي:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت * لها المنايا إلى أرواحنا سبلا.
وفيه أيضا عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: قلت لجعفر بن محمد اخبرني.
عن يعقوب لما قال له بنوه: (يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين * قال سوف استغفر لكم ربي) فأخر الاستغفار لهم. ويوسف (ع) لما قالوا له: (تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين * قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين).
قال: لان قلب الشاب ارق من قلب الشيخ، وكانت جناية ولد يعقوب على يوسف وجنايتهم على يعقوب انما كان بجنايتهم على يوسف، فبادر يوسف إلى العفو عن حقه، واخر يعقوب العفو لان عفوه انما كان على حق غيره فاخرهم إلى السحر ليلة الجمعة.
وعنه عليه السلام: قال: استأذنت زليخا على يوسف؟ فقيل لها: يا زليخا انا نكره ان نقدم بك عليه لما كان منك إليه؟ قالت انى لا أخاف ممن يخاف الله، فلما دخلت، قال لها: يا زليخا ما لي أراك قد تغير لونك؟ قالت الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا. قال لها: يا زليخا ما الذي دعاك إلى ما كان منك؟ قالت حسن وجهك يا يوسف، فقال: كيف لو رأيتي نبيا يقال له محمد يكون في آخر الزمان، أحسن مني خلقا واسمح مني كفا؟ قالت