السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع والأرضين السبع خمس عوامر واثنتان خراب.
أقول: المراد بصاحبكم هو القائم عليه السلام.
(اكمال الدين) باسناده إلى عبد الله بن سليمان وكان قارئا للكتب قال:
قرأت في بعض كتب الله عز وجل ان ذا القرنين كان رجلا من أهل الإسكندرية وأمه عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره يقال له إسكندر وكان له أدب وخلق وعفة من وقت ما كان فيه غلاما إلى أن بلغ رجلا وكان رأى في المنام كأنه دنا من الشمس حتى اخذ بقرنيها وشرقها وغربها، فلما قص رؤياه على قومه سموه ذا القرنين هذه الرؤيا بعدت همته وعلا صوته وعز في قومه وكان أول ما أجمع عليه امره ان أسلم لله ودعا قومه إلى الاسلام، فأسلموا هيبة له، ثم أمرهم ان يبنوا له مسجدا فأجابوه إلى ذلك، فامر ان يجعل طوله أربعمائة ذراع وعرض حائطه اثنين وعشرين ذراعا وعلوه إلى السماء مائة ذراع، فقالوا له يا ذا القرنين كيف لك بخشب يبلغ ما بين الحائطين قال فاكبسوه بالتراب حتى يستوي الكبس مع حيطان المسجد فإذا فرغتم من ذلك فرضتم على كل رجل من المؤمنين على قدره من الذهب والفضة ثم قطعتموه مثل قلامة الظفر وخلطتموه مع ذلك الكبس وعملتم له خشبا من نحاس وصفائح تذيبون ذلك وأنتم متمكنون من العمل كيف شئتم على ارض مستوية فإذا فرغتم من ذلك دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب فيسارعون فيه من اجل ما فيه من الذهب والفضة. فبنوا المسجد واخرج المساكين ذلك التراب وقد استقل السقف بما فيه واستغنى المساكين فجندهم أربعة أجناد في كل جند عشرة آلاف ثم نشرهم في البلاد وحدث نفسه بالسير فاجتمع إليه قومه فقالوا ننشدك بالله لا تؤثر علينا بنفسك غيرنا فنحن أحق برؤيتك وفينا كان مسقط رأسك وهذه أموالنا وأنفسنا، فأنت الحاكم فيها وهذه أمك عجوز كبيرة وهي أعظم خلق الله عليك حقا فلا تخالفها، فقال إن القول لقولكم وان الرأي لرأيكم ولكنني بمنزلة المأخوذ بقلبه وسمعه وبصره ويقاد ويدفع من خلفه لا يدري أين يؤخذ به، ولكن