وقعوا إلى الردم حبسهم، فرجعوا يسيحون في بلادهم، فلا يزالون كذلك حتى تقرب الساعة، فإذا جاء إشراطها، وهو قيام القائم عجل الله فرجه فتحه الله عز وجل لهم.
فلما فرغ ذو القرنين من عمل السد انطلق على وجهه، فبينا هو يسير إذ وقع على الأمة العالمة الذين منهم قوم موسى (الذين يهدون بالحق وبه يعدلون) فأقام عندهم حتى قبض ولم يكن له فيهم عمر وكان قد بلغ السن فأدركه الكبر وكان عدة ما سار في البلاد من يوم بعثه الله عز وجل إلى يوم قبض خمسمائة عام.
(قصص الأنبياء) للراوندي باسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال: حج ذو القرنين في ستمائة الف فارس، فلما دخل الحرم شيعه بعض أصحابه إلى البيت، فلما انصرف قال: رأيت رجلا ما رأيت أكثر نورا منه، قالوا: ذاك خليل الرحمان صلوات الله عليه، قال: أسرجوا فأسرجوا ستمائة الف دابة في مقدار ما يسرج دابة واحدة، ثم قال: لا بل نمشي إلى خليل الرحمان. فمشى ومشى معه أصحابه حتى التقيا. قال إبراهيم عليه السلام: بم قطعت الدهر؟ قال: بإحدى عشرة كلمة:
سبحان من هو باق لا يفنى، سبحان من هو عالم لا ينسى، سبحان من هو حافظ لا يسقط، سبحان من هو بصير لا يرتاب، سبحان من هو قيوم لا ينام، سبحان من هو ملك لا يرام، سبحان من هو عزيز لا يضام، سبحان من هو محتجب لا يرى، سبحان من هو واسع لا يتكلف، سبحان من هو قائم لا يلهو، سبحان من هو دائم لا يسهو.
(العياشي) عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سئل عن ذي القرنين؟ قال: كان عبدا صالحا واسمه عياش اختاره الله وابتعثه إلى قرن من القرون الأولى في ناحية المغرب وذلك بعد طوفان نوح عليه السلام فضربوه على قرنه الأيمن فمات منها. ثم أحياه الله تعالى بعد مائة عام ثم بعثه إلى قرن من القرون الأولى في ناحية المشرق فضربوه ضربة على قرنه الأيسر فمات منها. ثم أحياه الله تعالى بعد مائة عام وعوضه من الضربتين اللتين على رأسه قرنين في موضع الضربتين