بعثه الله إلى قومه فضرب على قرنه الأيمن، فأماته الله خمسمائة عام. ثم بعثه الله إليهم بعد ذلك. فضرب على قرنه الأيسر فأماته الله خمسمائة عام. ثم بعثه الله إليهم بعد ذلك فملكه مشارق الأرض ومغاربها.
وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا؟ فقال:
لا ملكا ولا نبيا بل عبدا أحب الله فأحبه الله، ونصح لله فنصح له، فبعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن، فغاب عنهم ثم بعثه الثانية فضربوه على قرنه الأيسر فغاب عنهم، ثم بعثه الثالثة فمكن الله له في الأرض وفيكم. مثله يعنى نفسه.
وكان ذو القرنين إذا مر بقرية زار فيها كما يزار الأسد المغضب، فينبعث في القرية ظلمات ورعد وبرق وصواعق يهلك من خالفه.
وقيل له: ان لله في ارضه عين يقال لها عين الحياة لا يشرب منها ذو روح الا لم يمت حتى الصيحة، فدعا ذو القرنين الخضر وكان أفضل أصحابه عنده ودعا ثلاثمائة وستين رجلا ودفع إلى كل واحد منهم سمكة وقال لهم اذهبوا إلى موضع كذا وكذا فان هناك ثلاثمائة وستين عينا، فيغسل كل واحد سمكته في عين غير عين صاحبه. فذهبوا يغسلون وقعد الخضر يغسل فانسابت منه السمكة في العين وبقى الخضر متعجبا مما رأى وقال في نفسه: ما أقول لذي القرنين؟ ثم نزع ثيابه يطلب السمكة، فشرب من مائها واغتمس فيه ولم يقدر على السمكة، فرجعوا إلى ذي القرنين، فامر ذو القرنين بقبض السمك من أصحابه. فلما انتهوا إلى الخضر لم يجدوا معه، فدعاه وقال له ما حال السمكة؟ فأخبره الخبر، فقال له ماذا صنعت؟ قال اغتمست فيها فجعلت أغوص وأطلبها فلم أجدها، قال فشربت من مائها؟ قال نعم.
قال فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها فقال للخضر: كنت أنت صاحبها.
(الأمالي) عن الصادق عليه السلام قال: ان ذا القرنين لما انتهى إلى السد جاوزه فدخل في الظلمات، فإذا هو بملك قائم على جبل طوله خمسمائة ذراع، فقال له الملك: يا ذا القرنين اما كان خلفك مسلك؟ فقال له ذو القرنين من أنت؟ قال انا ملك من ملائكة الرحمان موكل بهذا الجبل فليس من جبل خلقه الله عز وجل الا