الباب الثامن في قصص ذي القرنين عليه السلام وكان اسمه عياشيا وكان أول الملوك بعد نوح عليه السلام ملك ما بين المشرق والمغرب، قال الله تعالى: (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا * إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا * فاتبع سببا * حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا * قال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا * واما من آمن وعمل صالحا فله جزاءا الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا...) الآيات.
قال امين الاسلام الطبرسي في قوله تعالى: (انا مكنا له في الأرض) أي بسطنا يده في الأرض وملكناه حتى استولى عليها.
وروي عن علي عليه السلام انه قال: سخر الله له السحاب فحمله عليها ومد له في الأسباب وبسط له النور، فكان الليل والنهار عليه سواء، فهذا معنى تمكينه في الأرض.
(وآتيناه من كل شئ سببا) أي وأعطيناه من كل شئ علما وقدرة وآلة يتسبب بها إلى إرادته.
(فاتبع سببا) أي فاتبع طريقا واخذ في سلوكه.
(حتى إذا بلغ مغرب الشمس) أي آخر العمارة من جانب المغرب، وبلغ قوما لم يكن وراءهم أحد إلى موضع غروب الشمس.