من تحت سبع أرضين الا منزل آل لوط، ثم عرجت بها في خوافي جناحي حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء صياح ديوكها ونباح كلابها، فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش يا جبرئيل اقلب القرية على القوم فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل، وكان موضع قريتهم بنواحي الشام، وقلبت بلادهم، فوقعت فيها بين بحر الشام إلى مصر فصارت تلولا في البحر (علي بن إبراهيم) في كلام طويل: ان إبراهيم عليه السلام لما رمي بنار نمرود، وجعلت عليه بردا وسلاما خرج من بلاد نمرود إلى البادية فنزل على ممر الطريق إلى اليمن والشام، فكان يمر به الناس فيدعوهم إلى الاسلام، وقد كان خبره في الدنيا ان الملك ألقاه في النار ولم يحترق، وكان إبراهيم كل من مر به يضيفه وكان على سبعة فراسخ منه بلاد عامرة كثيرة الشجر، وكان الطريق عليها وكان كل من مر بتلك البلاد تناول من تمورهم وزروعهم فجزعوا من ذلك وجاءهم إبليس في صورة شيخ فقال لهم هل أدلكم على ما إن فعلتموه لم يمر بكم أحد؟ فقالوا ما هو؟ قال من مر بكم فأنكحوه في دبره واسلبوا ثيابه، ثم تصور لهم إبليس في صورة أمرد حسن الوجه فجاءهم فوثبوا عليه ففجروا به كما أمرهم فاستطابوه وكانوا يفعلونه بالرجال فاستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فشكى الناس في ذلك إلى إبراهيم عليه السلام فبعث إليهم لوطا يحذرهم وقال لهم لوط: انا ابن خالة إبراهيم الذي جعل الله عليه النار بردا وسلاما، وهو بالمقرب منكم فاتقوا الله ولا تفعلوا، فان الله يهلككم وكان لوط كلما مر به رجل يريدونه بسوء خلصه من أيديهم وتزوج لوط فيهم وولد بنات، فلما طال ذلك على لوط ولم يقبلوا منه قالوا لئن لم تنته لنرجمنك بالحجارة فدعا عليهم لوط. فبينما إبراهيم عليه السلام قاعد في الموضع الذي كان فيه وقد كان أضاف قوما وخرجوا، فنظر إلى أربعة نفر وقد وقفوا عليه لا يشبهون الناس، فقالوا سلاما. فقال إبراهيم سلام، فجاء إبراهيم عليه السلام إلى سارة فقال لها: قد جاءتني أضياف لا يشبهون الناس؟ فقالت ما عندنا الا هذا العجل. فذبحه وشواه وحمله إليهم وذلك قول الله عز وجل: (ولقد جاءت
(١٥٦)