كم من أخي حسد باتت عقاربه * تسري إلي فلم تضرب ولم تكد وبين مبتسم تبدو نواجذه * شماتة قد طوى كشحا على كمد لولا امتنانك عودا بعد بدأته * لكنت قبل ترى منا بلا قود قال: ثم بعث الكميت إلى امرأته أم ولد وهي ابنة عمه، وذلك أنه الكميت بن [زيد بن] خنيس (1)، وامرأته حبى بنت عبد الواحد بن خنيس، وخنيس ابن مجالد بن ربيعة بن قيس بن الحارث بن وهب بن عمرو بن مالك بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس [بن مضر -] بن نزار (2).
قال: فأرسل إليها الكميت أن أدركيني فقد هلكت، واحتالي لي بحيلة وإلا فقدت الكميت ولا كميت لك. قال: وكانت ابنة عمه هذه من بناء الشيعة، وكانت برة عاقلة لبيبة من النساء، فوثبت من ساعتها إلى ثيابها فلبستها، ثم أقبلت ومعها نسوة من بنات عمها إلى باب السجن، فقال السجان: من هؤلاء النسوة؟ فقيل له: هذه امرأة الكميت قد جاءت لتزور زوجها، قال: فأخرج الكميت إليها، فأوقفته بين النساء ثم ألبسته ثيابها وعلمته مشيتها فقالت: اخرج الكميت إليها، فأوقفته بين النساء ثم ألبسته ثيابها وعلمته مشيتها فقالت: اخرج الان مع هؤلاء النسوة وانج بنفسك وذرني أنا، فليس أحد يتعرض لي! فتنقب وخرج من باب السجن مع النساء، فلما مر على السجان جعل ينظر إلى مشيته فقال: قبح الله هذه من مشية فما أشبهها بمشية رجل! قال: وجعل الكميت يمشي مع النساء ومشيته لا تخفى على أحد، حتى إذا صار إلى بني تميم مر على جماعة منهم (3)، فقال رجل من دهاتهم:
والله ما هذه المشية عندي إلا مشية رجل غير أنه قد تنقب ولا شك عنه يريد إلى بعض الأعراس، ثم قال لغلام له أسود: ويلك يا غلام! اذهب واتبع تلك المرأة فانظر إلى أين تدخل! قال: فذهب الغلام، فصاح به شيخ من بني تميم يقال له سعيد بن بديل (4) فقال: ويلك ارجع يا أسود! ويلك ما لك واتباع النساء! وذلك أن الشيخ وقع في قلبه أنه رجل فلم يحب أن يفضحه. قال: فرجع عنه الأسود ومضى الكميت حتى صار من النجع إلى آل علقمة الحضرمي، فدخل إلى دورهم فاستجار بهم فأجاروه، وهو الذي يقول فيهم حيث يقول: