للأمير المصعب بن الزبير من شمر بن ذي الجوشن قال فمضى العلج حتى يدخل قرية فيها بيوتا وفيها أبو عمرة وقد كان المختار بعثه في تلك الأيام إلى تلك القرية ليكون مسلحة فيما بينه وبين أهل البصرة فلقى ذلك العلج علجا من تلك القرية فأقبل يشكو إليه ما لقى من شمر فإنه لقائم معه يكلمه إذ مر به رجل من أصحاب أبي عمرة فرأى الكتاب مع العلج وعنوانه لمصعب من شمر فسألوا العلج عن مكانه الذي هو به فأخبرهم فإذا ليس بينهم وبينه الا ثلاثة فراسخ قال فاقبلوا أيسيرون إليه.
(قال أبو مخنف) فحدثني مسلم ابن عبد الله قال وأنا والله مع شمر تلك الليلة فقلنا لو أنك ارتحلت بنا من هذا المكان فانا نتخوف به فقال أو كل هذا فرقا من الكذاب والله لا أتحول منه ثلاثة أيام ملاء الله قلوبكم رعبا قال وكان بذلك المكان الذي كنا فيه دبى كثير فوالله أني لبين اليقظان والنائم إذ سمعت وقع حوافر الخيل فقلت في نفسي هذا صوت الدبى ثم انى سمعته أشد من ذلك فانتبهت ومسحت عيني وقلت لا والله ما هذا بالدبى قال وذهبت لأقوم فإذا أنا بهم قد أشرفوا علينا من التل فكبروا ثم أحاطوا بأبياتنا وخرجنا نشتد على أرجلنا وتركنا خيلنا.
قال فأمر على شمر وانه لمتزر ببرد محقق وكان أبرص فكأني أنظر إلى بياض كشحيه من فوق البرد فإنه ليطاعنهم بالرمح قد أعجلوه أن يلبس سلاحه وثيابه فمضينا وتركناه قال فما هو ألا أن أمعنت ساعة إذ سمعت الله أكبر قتل الله الخبيث.
(قال أبو مخنف) حدثني المشرقي عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود قال انا والله صاحب الكتاب الذي رايته مع العلج وأتيت به أبا عمرة وأنا قتلت شمرا قال قلت هل سمعته يقول شيئا ليلتئذ قال نعم خرج علينا