عند ذلك كأشد القتال ومضى ابن الأشتر حتى لقى شبث بن ربعي وأنا سامعه من مضر كثيرا وفيهم حسان بن فائد العبسي.
فقال لهم إبراهيم ويحكم انصرفوا فوالله ما أحب أن يصاب أحد من مضر على يدي فلا تهلكوا أنفسكم فأبوا فقاتلوه فهزمهم واحتمل حسان بن فائد إلى أهله فمات حين أدخلا إليهم وقد كان وهو على فراشه قبل موته أفاق افاقة.
فقال أما والله ما كنت أحب أن أعيش من جراحتي هذه وما كنت أحب ان تكون منيتي الا بطعنة رمح أو بضربة بالسيف فلم يتكلم بعدها كلمة حتى مات وجاءت البشرى إلى المختار من قبل إبراهيم بهزيمة مضر فبعث المختار البشرى من قبله إلى احمر بن شميط والى ابن كامل فالناس على أحوالهم كل أهل سكة منهم قد أعنت ما يليها.
قال فاجتمعت شبام وقد رأسوا عليهم أبا القلوص وقد اجمعوا واجتمعوا بان يأتوا أهل اليمن من ورائهم فقال بعضهم لبعض اما والله لو جعلتم جدكم هذا على من خالفكم من غيركم لكان أصوب فسيروا إلى مضر أو إلى ربيعة فقاتلوهم وشيخهم أبو القلوص ساكت لا يتكلم.
فقالوا يا أبا القلوس ما رأيك فقال قال الله جل ثناؤه (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة) قوموا فقاموا فمشى بهم قيس رمحين أو ثلاثة ثم قال لهم اجلسوا فجلسوا ثم مشى بهم أنفس من ذلك شيئا ثم قعد بهم ثم قال لهم قوموا ثم مشى بهم الثالثة أنفس من ذلك شيئا ثم قعد بهم.
فقالوا له يا أبا القلوص والله انك عندنا لأشجع العرب فما يحملك