وقد تفرقنا فهزمنا وصبر نعيم بن هبيرة فقتل ونزل معه سعر فأسر وأسرت انا وخليد مولى حسان بن يخدج فقال شبث لخليد وكان وسيما جسيما من أنت فقال خليد مولى حسان بن يخدج الذهلي فقال له شبث يا ابن المتكاء تركت بيع الصحناة بالكناسة وكان جزاء من أعتقك أن تعدو عليه بسيفك تضرب رقابه اضربوا عنقه فقتل ورأى سعرا الحنفي فعرفه فقال أخو بني حنيفة فقال له نعم.
فقال ويحك ما أردت إلى اتباع هذه السباية قبح الله رأيك دعوا إذا فقلت في نفسي قتل المولى وترك العربي ان علم والله اني مولى قتلني فما عرضت عليه قال من أنت فقلت من بني تيم الله قال اعرابي أنت أو مولى فقلت لا بل عربي انا من آل زياد بن خصفة فقال بخ بخ ذكرت الشريف المعروف الحق بأهلك.
قال فأقبلت حتى انتهيت إلى الحمراء وكانت لي في قتال القوم بصيرة فجئت حتى انتهيت إلى المختار وقلت في نفسي والله لاتين أصحابي فلأواسينهم بنفسي فقبح الله العيش بعدهم قال فأتيتهم وقد سبقني إليهم سعر الحنفي وأقبلت إليه خيل شبث وجاءه قتل نعيم بن هبيرة.
فدخل من ذلك أصحاب المختار أمر كبير قال فدنوت من المختار فأخبرته بالذي كان من أمرى فقال لي اسكت فليس هذا بمكان الحديث وجاء شبث حتى أحاط بالمختار وبيزيد بن انس وبعث ابن مطيع يزيد بن الحارث بن رؤيم في الفين من قبل سكة لحام جرير فوقفوا في أفواه تلك السكك وولى المختار يزيد بن انس خيله وخرج هو في الرجالة.