مضر الحمراء كلها وإذا عد من أشرافها عشرة كان أحدهم وهو بعد رجل ناسك له دين ائذن له فأذنت له فأجلسه أبي إلى جانبه وسائله وألطفه في المسألة.
فقال المسيب بن نجبة ممن تحصن انا والله مما إياكم نريد وما اعترينا إلى شئ الا أن تعيننا على هؤلاء القوم الظلمة المحلين فاخرج لنا سوقا فانا لا نقيم بساحتكم الا يوما أو بعض يوم فقال له زفر بن الحارث انا لم تغلق أبواب هذه المدينة الا لنعلم إيانا اعتريتم أم غيرنا والله ما بنا عجز عن الناس ما لم تدهمنا حيلة وما نحب أنا بلينا بقتالكم وقد بلغنا عنكم صلاح وسيرة حسنة جميلة.
ثم دعا ابنه فأمره أن يضع لهم سوقا وأمر للمسيب بألف درهم وفرس فقال له المسيب اما المال فلا حاجة لي فيه والله ماله خرجنا ولا إياه طلبنا واما الفرس فاني أقبله لعلي احتاج إليه أن ظلع فرسي أو غمز تحتي فخرج به حتى أتى أصحابه وأخرجت لهم السوق فتسوقوا.
وبعث زفر بن الحارث إلى المسيب بن نجبة بعد اخراج الأسواق والأعلاف والطعام الكثير بعشرين جزورا وبعث إلى سليمان بن صرد مثل ذلك وقد كان زفر أمر ابنه أن يسأل عن وجوه أهل العسكر فسمى له عبد الله بن سعد بن نفيل وعبد الله بن وال ورفاعة بن شداد وسمى له أمراء الأرباع فبعث إلى هؤلاء الرؤس الثلاثة بعشر جزائر عشر جزائر وعلف كثير وطعام وأخرج العسكر عيرا عظيمة وشعيرا كثيرا فقال غلمان زفر هذه عير فاجتزروا منها ما أحببتم وهذا شعير فاحتملوا منه ما أردتم وهذا دقيق فتزودوا منه ما أطقتم فظل القوم يومهم ذلك مخصبين