رحمكم الله فما زال كذلك حتى بقى نحو من ثلاثين من أصحابه فأحاط سليمان بالقبر هو وأصحابه فقال سليمان الحمد لله الذي لو شاء أكرمنا بالشهادة مع الحسين اللهم إذ حرمتناها معه فلا تحرمناها فيه بعده وقال عبد الله بن وال أما والله انى لأظن حسينا وأباه وأخاه أفضل أمة محمد صلى الله عليه وآله وسيلة عند الله يوم القيامة أفما عجبتم لما ابتليت به هذه الأمة منهم أنهم قتلوا اثنين وأشفوا بالثالث على القتل.
قال يقول المسيب بن نجبة فأنا من قتلتهم ومن كان على رأيهم برئ إياهم أعادي وأقاتل قال فأحسن الرؤوس كلهم المنطق وكان المثنى بن مجزية صاحب أحد الرؤوس والاشراف فساءني حيث لم أسمعه تكلم مع القوم بنحو ما تكلموا به قال فوالله ما لبثت ان تكلم بكلمات ما كن بدون كلام أحد من القوم فقال إن الله جعل هؤلاء الذين ذكر تم بمكانهم من نبيهم صلى الله عليه وسلم أفضل ممن هو دون نبيهم وقد قتلهم قوم نحن لهم أعداء ومنهم برآء وقد خرجنا من الديار والأهلين والأموال إرادة استئصال من قتلهم فوالله لو أن القتال فيهم بمغرب الشمس أو بمنقطع التراب يحق علينا طلبه حتى نناله فان ذلك هو الغنم وهي الشهادة التي ثوابها الجنة فقلنا له صدقت وأصبت ووفقت قال ثم إن سليمان بن صرد سار من موضع قبر الحسين وسرنا معه فأخذنا على الحصاصة ثم على الأنبار ثم على الصدود ثم على القيارة (قال أبو مخنف) عن الحارث بن حصيرة وغيره ان سليمان بعث على مقدمته كريب بن يزيد الحميري.