لم يحتاجوا إلى شراء شئ من هذه الأسواق التي وضعت وقد كفوا اللحم والدقيق والشعير الا ان يشترى الرجل ثوبا أو سوطا ثم ارتحلوا من الغد.
وبعث إليهم زفر انى خارج إليكم فمشيعكم فأتاهم وقد خرجوا على تعبية حسنة فسايرهم فقال زفر لسليمان انه قد بعث خمسة أمراء قد فصلوا من الرقة فيهم الحصين ابن نمير السكوني وشرحبيل بن ذي الكلاع وأدهم بن مجرز الباهلي وأبو مالك بن أدهم وربيعة بن المخارق الغنوي وجبلة بن عبد الله الخثعمي وقد جاؤكم في مثل الشوك والشجر اتاكم عدد كثير وحد حديد وأيم الله لقل ما رأيت رجالا هم أحسن هيئة ولا عدة ولا أخلق لكل خير من رجال أراهم معك ولكنه قد بلغني انه قد أقبلت إليكم عدة لا تحصى فقال ابن صرد على الله توكلنا وعليه فليتوكل المتوكلون.
ثم قال له زفر فهل لكم في أمر أعرضه عليكم لعل الله أن يجعل لنا و لكم فيه خيرا ان شئتم فتحنا لكم مدينتنا فدخلتموها فكان أمرنا واحدا و أيدينا واحدة وان شئتم نزلتم على باب مدينتنا وخرجنا فعسكرنا إلى جانبكم فإذا جاءنا هذا العدو قاتلناهم جميعا فقال سليمان لزفر قد أرادنا أهل مصر على مثل ما أردتنا عليه وذكروا مثل الذي ذكرت وكتبوا إلينا به بعد ما فصلنا فلم يوافقنا ذلك فلسنا فاعلين.
فقال زفر فانظروا ما أشير به عليكم فاقبلوه وخذوا به فاني للقوم عدو واجب أن يجعل الله عليهم الدائرة وانا لكم واد أحب أن يحوطكم الله بالعافية ان القوم قد فصلوا من الرقة فبادروهم إلى عين الوردة فاجعلوا المدينة في ظهوركم ويكون الرستاق والماء والمادة في أيديكم وما بين