فجمعت خيلي ورجالي ثم حملنا عليه وعلى أصحابه فدفعت إليه فطعنته فقتلته وانه لمقبل إلى ما يزول فزعموا بعد انه كان من فقهاء أهل العراق الذين كانوا يكثرون الصوم والصلاة ويفتون الناس.
(قال أبو مخنف) وحدثني الثقة عن حميد بن مسلم وعبد الله بن غزية قال لما هلك عبد الله بن وال نظرنا فإذا عبد الله بن خازم قتيلا إلى جنبه ونحن نرى أنه رفاعة بن شداد البجلي فقال رجل من بني كنانة يقال له الوليد بن غضين أمسك رأيتك.
قال لا أريدها فقلت له انا لله ما لك فقال ارجعوا بنا لعل الله يجمعنا ليوم شر لهم فوثب عبد الله بن عوف بن الأحمر إليه فقال أهلكتنا والله لئن انصرفت ليركبن أكتافنا فلا نبلغ فرسخا حتى نهلك من عند آخرنا فان نجا منا ناج أخذه الاعراب وأهل القرى فتقربوا إليهم به فيقتل صبرا أنشدك الله أن تفعل هذه الشمس قد طفلت للمغيب.
وهذا الليل قد غشينا فنقاتلهم على خيلنا هذه فانا الان ممتنعون فإذا غسق الليل ركبنا خيولنا أول الليل فرمينا بها فكان ذلك الشأن حتى نصبح ونسير ونحن على مهل فيحمل الرجل منا جريحه وينتظر صاحبه وتسير العشرة والعشرون معا ويعرف الناس الوجه الذي يأخذون فيتبع فيه بعضهم بعضا ولو كان الذي ذكرت لم تقف أم على ولدها ولم يعرف رجل وجهه ولا أين يسقط ولا أين يذهب ولم نصبح الا ونحن بين مقتول ومأسور فقال له رفاعة بن شداد فإنك نعم ما رأيت.
قال ثم أقبل رفاعة على الكناني فقال له أتمسكها أم آخذها منك فقال له الكناني اني لا أريد ما تريد اني أريد لقاء ربي واللحاق بإخواني