موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٤
انتحب انتحبت (1).
(١) تفسير القمي ١: ١٢٤. وقال الواقدي: قالوا: وخرجت فاطمة في نساء... كن يحملن الطعام والشراب على ظهورهن ويسقين الجرحى ويداوينهم، وهن أربع عشرة امرأة منهن فاطمة بنت رسول الله... وأم سليم بنت ملحان وعائشة على ظهورهما القرب يحملانها، وحمنة بنت جحش (بنت أميمة ابنة عبد المطلب أخت حمزة) تسقي العطشى وتداوي الجرحى، وأم أيمن تسقي الجرحى.
ورأت فاطمة الذي بوجه رسول الله فاعتنقته وجعلت تمسح الدم عن وجهه، ورسول الله يقول: اشتد غضب الله على قوم أدموا وجه رسوله! وقال علي (عليه السلام) لفاطمة: أمسكي هذا السيف غير ذميم، وذهب يأتي بماء من المهراس (اسم لنقر كبار وصغار يجتمع فيها ماء المطر في أقصى شعب أحد، كما في وفاء الوفاء ٢: ٧٩ عن المبرد) فأتى بماء في مجنته (الترس) فمضمض منه فاه ليغسل به الدم من فيه، وغسلت فاطمة الدم عن أبيها، وعلي يصب عليها الماء بالمجن (الترس)... وجعل النبي يقول: لن ينالوا منا مثلها حتى تستلموا الركن!
ولما رأت فاطمة أن الدم لا يرقأ أخذت قطعة حصير - أو صوفة - فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم ١: ٢٤٩ و ٢٥٠.
ولكن المفيد في الإرشاد قال: لما انصرف النبي إلى المدينة استقبلته فاطمة (عليها السلام) ولحقه أمير المؤمنين وقد خضب الدم يده إلى كتفه ومعه ذو الفقار فناوله فاطمة وقال لها: خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم... وقال رسول الله: خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه، وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش. الإرشاد ١: ٨٩، 90.
اللهم إلا أن تكون قد حضرت أحدا مع النساء ثم رجعت قبل انصراف المسلمين فاستقبلتهم.
وقد قال الواقدي قبل ذلك: وكان سالم مولى أبي حذيفة (ابن المغيرة المخزومي) يغسل الدم عن وجه رسول الله وهو يقول: كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله 1: 245.
وكأن الرواة رأوا مولى أبي حذيفة أولى برسول الله من ابنته فاطمة (عليها السلام)!
هذا بالإضافة إلى ما رووه أنه قال لعلي (عليه السلام): إن كنت أحسنت القتال فقد أحسن عاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف وسيف أبي دجانة غير مذموم 1: 249 وذلك من أخلاق الرسول الكريم بعيد جد البعد أن يهون من شأن علي وسيفه ذي الفقار في ذلك اليوم!