موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٣
وخرجت فاطمة بنت رسول الله تعدو على قدميها حتى وافت رسول الله (1).
فنقل الطبرسي في " إعلام الورى " عن كتاب أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي قال: لما انتهت فاطمة وصفية إلى رسول الله ونظرتا إليه (ونظر إليهما) قال لعلي: أما عمتي فاحبسها عني، وأما فاطمة فدعها.
فلما دنت فاطمة من رسول الله ورأته قد شج في وجهه وأدمي فوه إدماء، صاحت وجعلت تمسح الدم وتقول: اشتد غضب الله على من أدمى وجه رسول الله (2). وقال القمي: وقعدت بين يديه فكان إذا بكى رسول الله بكت لبكائه وإذا

(١) تفسير القمي ١: ١٢٣ و 124.
(2) إعلام الورى 1: 179. وقال ابن إسحاق: وبلغني أن صفية بنت عبد المطلب أقبلت لتنظر إليه (حمزة) - وكان أخاها لأبيها وأمها - فقال رسول الله لابنها الزبير بن العوام: إلقها فأرجعها لا ترى ما بأخيها. فقال لها: يا أمه، إن رسول الله يأمرك أن ترجعي. قالت: ولم؟
وقد بلغني أن قد مثل بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان في ذلك، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله!
فلما جاء الزبير إلى رسول الله فأخبره بذلك قال: خل سبيلها. فأتته فنظرت إليه فصلت واسترجعت واستغفرت له 3: 102 و 103. وحدث الواقدي عن صفية قالت: عرفت انكشاف أصحاب رسول الله.. فخرجت والسيف في يدي حتى إذا كنت في بني حارثة أدركت نسوة من الأنصار ومعهن أم أيمن، فعدونا حتى انتهينا إلى رسول الله وأصحابه أوزاع (متفرقون) فأول من لقيت عليا ابن أخي، فقال: ارجعي يا عمة، فإن في الناس تكشفا. فقلت: ورسول الله؟ فقال: صالح بحمد الله. قلت: أدللني عليه حتى أراه، فأشار لي إليه إشارة خفية من المشركين، فانتهيت إليه وبه الجراحة.
ولما وقف النبي على حمزة وحفر له طلعت صفية، فقال رسول الله للزبير: يا زبير أغن عني أمك. فقال الزبير لامه: يا أمه، إن في الناس تكشفا (فارجعي) فقالت: ما أنا بفاعلة حتى أرى رسول الله، فلما رأت رسول الله قالت: يا رسول الله أين ابن أمي حمزة؟ قال رسول الله: هو في الناس! قالت: لا أرجع حتى أنظر إليه. فجعل الزبير يوطدها إلى الأرض حتى دفن حمزة 1: 288 و 289.
وقال: فيقال: قال رسول الله: دعوها (فجاءت) حتى جلست عند (النبي على قبر حمزة) فجعلت تبكي ويبكي رسول الله، وتنشج وينشج رسول الله، وفاطمة ابنته تبكي فيبكي رسول الله، ويقول: لن أصاب بمثل حمزة أبدا!
ثم قال لهما رسول الله: أبشرا، فقد أتاني جبرئيل فأخبرني أن حمزة مكتوب في أهل السماوات السبع: حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله 1: 290 وابن هشام 3: 102 هذا الحديث الأخير فقط.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 333 334 336 337 338 339 ... » »»
الفهرست