فقالوا: قد أمكنك والسيف في يدك فأين ما كنت تقول؟ قال: والله كان ذلك، ولكني نظرت إلى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري، فعرفت أنه ملك، وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والله لا أكثر عليه، وجعل يدعو قومه إلى الاسلام (1).
ومن الحوادث في هذا الشهر الربيع من هذه السنة الثالثة: أن عثمان خطب من عمر ابنته حفصة - بعد وفاة زوجها خنيس بن حذافة السهمي (2) - فأبى عمر أن يزوجه فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فخطبها وتزوجها (3)، وعوض عثمان عنها وعن ابنته رقية بابنته الأخرى أم كلثوم فزوجها إياه (4) بعد أن كان عمر وأبو بكر قد خطباها فلم يزوجهما (5) ولعله لكبرهما، ولعله زوجها عثمان لتكون لابن أختها عبد الله بن عثمان من رقية كأمه (6).
سرية قتل ابن الأشرف:
مر أن كعب بن الأشرف النبهاني الطائي لما رأى سراة قريش ببدر أسرى بالمدينة لم يتحمل ذلك دون أن خرج إلى قريش بمكة ليبكي قتلاهم فيحثهم بذلك