اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي وأقام على إعطاء الجزية عن قومه (1).
فكتب عبد الرحمان إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يخبره بذلك، وبعث بذلك رجلا من جهينة يقال له: رافع بن مكيث، وكتب معه يخبر النبي أنه قد أراد أن يتزوج منهم. فكتب إليه النبي أن يتزوج تماضر بنت الأصبغ، فتزوجها عبد الرحمان، ثم رجع بها إلى المدينة (2).
سرية علي (عليه السلام) إلى فدك:
روى الواقدي: أن بني سعد كانوا بفدك (وهي قرية بينها وبين المدينة ست ليال قريبة من خيبر) وقد بلغ رسول الله أن لهم جمعا لإمداد يهود خيبر (3) فبعث إليهم عليا (عليه السلام) في مئة رجل في شعبان سنة ست، فسار الليل وكمن النهار حتى انتهى إلى الهمج (ماء قرب فدك بينها وبين خيبر) فأصابوا رجلا منهم فأخذوه، فقال له علي (عليه السلام): هل لك علم بما وراءك من جمع بني سعد؟ قال: لا علم لي به، فشدوا عليه، فأقر أنه عين لهم بعثوه إلى خيبر يعرض على يهود خيبر نصرهم على أن يجعلوا لهم من تمرهم كما جعلوا لغيرهم. فقالوا له: فأين القوم؟ قال: تركتهم وقد تجمع منهم مئتا رجل ورأسهم وبر بن عليم. قالوا: فسر بنا حتى تدلنا. قال: على أن تؤمنوني! قالوا: إن دللتنا عليهم وعلى سرحهم آمناك وإلا فلا أمان لك!