موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٥
فتخلف على أخواتك. فتخلف جابر عليهن (1) وحضر أبوه القتال، فكان أول من قتل قبل الهزيمة فصلى عليه رسول الله (2).
أداء حق السيف:
قال ابن إسحاق: ومد رسول الله سيفا وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه؟
فقام إليه رجال - منهم الزبير بن العوام - (3) فأمسكه عنهم حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة من بني ساعدة، فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: أن تضرب به العدو حتى ينحني! قال: انا آخذه يا رسول الله بحقه! فأعطاه إياه.
فلما أخذ السيف من يد رسول الله أخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه، ثم أخذ يمشي متبخترا! (4).
فروى الكليني في " فروع الكافي " بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: إن أبا دجانة الأنصاري اعتم يوم أحد بعمامة، وأرخى عذبة العمامة بين كتفيه، وجعل يتبختر، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن هذه لمشية يبغضها الله عز وجل الا عند القتال في سبيل الله (5).

(١) ابن هشام ٣: ١٠٧.
(٢) مغازي الواقدي ١: ٢٦٦.
(٣) ابن هشام ٣: ٧٢، ٧٣. وقال الواقدي: قالوا: وما حقه؟ قال: يضرب به العدو! فقال عمر: أنا، فأعرض عنه رسول الله، ثم عرضه بذلك الشرط فقام الزبير فقال: أنا، فأعرض عنه حتى وجد عمر والزبير في أنفسهما، ثم عرضه الثالثة فقال أبو دجانة: أنا يا رسول الله آخذه بحقه! فدفعه إليه ١: ٢٥٩. ولعل ابن إسحاق أو ابن هشام اختصر الخبر على ما قاله في مقدمته أنه يحذف ما يشنع أو يسوء بعض الناس ذكره ١: ٤.
(٤) ابن هشام ٣: ٧١ ومغازي الواقدي ١: ٢٥٩.
(٥) فروع الكافي ١: ٣٢٩ كما في بحار الأنوار ٢٠: ١١٦.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 280 281 ... » »»
الفهرست