صرخة إبليس؟!
أما عن سبب الهزيمة، ففي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: إن الله لما أخبر المؤمنين بالذي فعل بشهدائهم يوم بدر ومنازلهم في الجنة، رغبوا في ذلك فقالوا: اللهم أرنا القتال نستشهد فيه! فأراهم الله إياه في يوم أحد، فلم يبق إلا من شاء الله منهم وذلك قوله: * (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه...) * (1)، وكسبب لهذا الإنقلاب على الأعقاب قال: جرح رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد وعهد العاهد به على تلك الحال، فجعل الرجل يقول لمن لقيه:
النجاء، فإن رسول الله قد قتل! (2).
أما عن صرخة إبليس: فإن القمي بعد ذكره أمره (صلى الله عليه وآله) بجمع القتلى وصلاته عليهم ودفنهم قال: وصاح إبليس بالمدينة: قتل محمد! فلم يبق أحد من نساء المهاجرين والأنصار إلا خرجن، وخرجت فاطمة بنت رسول الله، تعدو على قدميها حتى وافت رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).
وأرشدنا المفيد في " إرشاده " إلى روايته بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: ثبت أمير المؤمنين وأبو دجانة وسهل بن حنيف.. وأبو دجانة وسهل بن حنيف قائمان على رأس النبي (صلى الله عليه وآله) بالسيف يذبان عنه.. وكثر عليهم المشركون.. فحمل عليهم أمير المؤمنين فكشفهم ثم عاد إليه وقد حملوا عليه من ناحية أخرى فكر عليهم فكشفهم.. وثاب إليه من أصحابه المنهزمين أربعة عشر رجلا منهم طلحة بن عبيد الله وعاصم بن ثابت.. وصعد الباقون في الجبل...