عن محاصرة القسطنطينية... فخرج هرقل في مراكب كثيرة في الخليج إلى بحر الخزر واستنجد هناك بملوك اللان والخزر والسرير والانجاز وجرزان والأرمن وغيرهم على پرويز حتى صارت جيوشه إلى الماهات من ارض الجبل واتصلت جيوشه إلى ارض العراق، فشن الغارات وقتل وسبى، واحتال عليه پرويز بحيلة فانصرف راجعا إلى القسطنطينية (1) هذا، ولم يؤرخ هنا سنة هذه الغلبة الرومية على فارس.
وقال ابن العبري في " تأريخ مختصر الدول ": في السنة الخامسة عشرة من ملك هرقل... غزا أهل هرقل (كذا) الفرس، فافتتحوا مدينة كسرى (مدائن طسفون؟) وسبوا منها خلقا كثيرا وانصرفوا (2).
فلعل لهذا الخبر أثرا في حال المسلمين والمشركين يومئذ.
وكرامة في عسفان:
وقال الواقدي في " المغازي " ثم نزل بمر الظهران، ثم نزل عسفان وقد نفد زادهم (3) فشكوا إليه ذلك فأمر أن يبسطوا الأنطاع، وأن يأتوا ببقية أزوادهم فيطرحوها فيها.
ففعلوا. فقام ودعا بالبركة فيها، ثم أمرهم أن يأتوه بأوعيتهم، فملؤوها حتى لم يجدوا له محملا (4).