موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٦٣٥
قال: نعم، والذي نفسي بيده، إنه لفتح (1).
وفي معنى الفتح:
نقل الطوسي في " التبيان " عن البلخي عن الشعبي في معنى الفتح في الحديبية:
(1) مجمع البيان 9: 167 ولم يذكر المصدر، وقد روى الواقدي في المغازي 2: 617: عن مجمع ابن يعقوب عن أبيه عن مجمع بن جارية قال: لما كنا بضجنان [بعد عسفان] راجعين من الحديبية رأيت الناس يركضون، فإذا هم يقولون: انزل على رسول الله... فركضت مع الناس حتى توافينا عند رسول الله فإذا هو يقرأ: * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر...) *.
وقد روى الصدوق في " عيون أخبار الرضا " باسناده إلى ابن الجهم: أن المأمون قال للإمام الرضا (عليه السلام) أخبرني عن قول الله - عز وجل -: * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر...) *.
فقال الرضا (عليه السلام): إن مشركي مكة كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمئة وستين صنما، فلما جاءهم رسول الله بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم وقالوا: * (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب * وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد * ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) *. فلما فتح الله على نبيه مكة (كذا) قال: يا محمد * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك...) * عند مشركي مكة بدعائك إلى التوحيد فيما تقدم.
* (... وما تأخر...) * لأن مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقى منهم لم يقدر على انكار التوحيد إذ دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم.
فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن (عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 202).