فكان ابن النجار لا يرى حلا للمشكل إلا أن يدعى: أن الشيطان صاح دفعتين: في أوله وآخره لما تصرم النهار، وما اعتصم بالجبل في الصرخة الأولى، بل ثبت ولم يفارق عرصة الحرب، وإنما فارقها في صرخته الثانية حيث علم أنه لم يبق له وجه مقام (1).
وإذ لم يذكر حمزة في الثابتين علم أنه قتل في الحملات قبل النكسة، وقد يكون مقتله من عوامل التراجع عند المسلمين والتجرؤ لدى المشركين، فلننتقل إلى:
مقتل حمزة (عليه السلام):
قال القمي في تفسيره: كان حمزة بن عبد المطلب يحمل على القوم فإذا رأوه انهزموا ولم يثبت له واحد منهم.
وكان وحشي عبدا حبشيا لجبير بن مطعم.
وكانت هند بنت عتبة قد أعطت وحشيا عهدا: لئن قتلت محمدا أو عليا أو حمزة لأعطينك رضاك؟!
فقال وحشي: أما محمد فلا أقدر عليه، وأما علي فرأيته رجلا حذرا كثير الالتفات فلم أطمع فيه. فكمنت لحمزة فرأيته يهد الناس هدا، فمر بي فوطأ على جرف نهر فسقط، فأخذت حربتي فهززتها ورميته بها فوقعت في خاصرته وخرجت مغمسة بالدم (2).
وروى المفيد في " الإرشاد " بسنده عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: كانت هند بنت عتبة جعلت لوحشي جعلا على أن يقتل رسول الله