موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٦
ونظر رسول الله إلى رجل من المهاجرين وقد ألقى ترسه خلف ظهره وهو ينهزم، فناداه: يا صاحب الترس ألق ترسك ومر إلى النار! فرمى بترسه، فقال رسول الله: يا نسيبة خذي الترس. فأخذت الترس. وكانت تقاتل المشركين، فقال رسول الله: لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان وفلان!
وحمل ابن قميئة على رسول الله فقال: أروني محمدا، لا نجوت إن نجا محمد!
فضربه على حبل عاتقه ونادى: قتلت محمدا واللات والعزى!
وروي أن مغيرة بن العاص كان رجلا أعسر، فحمل في طريقه إلى أحد ثلاثة أحجار وقال: بهذه الأحجار أقتل محمدا! فلما حضر القتال نظر إلى رسول الله وبيده السيف، فرماه بحجر فأصاب به يد رسول الله فسقط السيف من يده، ثم رماه بحجر آخر فأصاب جبهته فقال: قتلته واللات والعزى! وقال رسول الله:
اللهم حيره (1).
مقام علي (عليه السلام):
وروى الكليني في " روضة الكافي " بسنده عن أبان بن عثمان بن الأحمر البجلي الكوفي، عن نعمان الرازي، عن الصادق (عليه السلام) قال: انهزم الناس عن رسول الله فغضب غضبا شديدا.. ونظر فإذا علي إلى جنبه فقال له: ما لك لم تلحق (بهم)؟ فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله، أكفرا بعد إسلام؟! إن لي بك أسوة. فقال: أما إذا لا (أي لا تنصرف) فاكفني هؤلاء. فحمل علي (عليه السلام) فضرب أول من لقي منهم.

(١) تفسير القمي ١: ١١٥ - 119، وتمامه: فلما انكشف الناس تحير فلحقه عمار بن ياسر فقتله. وسلط الله على ابن قميئة الشجر فكان يمر بالشجرة فتأخذ من لحمه! وظل كذلك حتى مات.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 290 ... » »»
الفهرست