لنا فيه رأي؟
فقال - عليه وآله السلام -: لم يأتني وحي، ولكني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وجاؤوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما.
فقال سعد بن معاذ: قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعرف الله ولا نعبده، ونحن لا نطعمهم من ثمرنا إلا قرى أو بيعا، والآن حين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا به وأعزنا بك، نعطيهم أموالنا؟! ما بنا إلى هذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم!
فقال رسول الله: الآن قد عرفت ما عندكم، فكونوا على ما أنتم عليه، فإن الله تعالى لن يخذل نبيه ولن يسلمه حتى ينجز له ما وعده.
ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسلمين يدعوهم إلى جهاد العدو، ويشجعهم ويعدهم النصر من الله تعالى (1).
مبارزة عمرو لعلي (عليه السلام):
قال القاضي النعمان المصري: وجعل المشركون ينظرون إلى الخندق فيتهيبون القدوم عليه ولم يكونوا قبل ذلك رأوا مثله، فجعلوا يدورون حوله بعساكرهم وخيلهم ورجلهم، ويدعون المسلمين: ألا هلم للقتال والمبارزة.