موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ١٢٣
رذاذ بقدر ما لبد الأرض (1) وكانت قريش في موضع أنزل الله عليهم السماء حتى ثبتت اقدامهم في الأرض (وطمست).
والتقى الجمعان:
فلما أصبح رسول الله عبأ أصحابه بين يديه وقال لهم: غضوا أبصاركم، ولا تبدأوهم بالقتال، ولا يتكلمن أحد (2).
(١) الرذاذ: المطر الخفيف وقال القمي ١: ٢٦١ في قوله سبحانه: * (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب رجس الشيطان) *: ذلك أن بعض أصحاب النبي احتلم. وروى الواقدي عن رفاعة بن مالك قال غلبني النوم فاحتلمت حتى اغتسلت آخر الليل ١: ٥٤. وهذا أول ذكر للاحتلام والاغتسال من جنابته. ولم يقل: قبل طلوع الفجر، لانهم لم يكونوا صياما.
(٢) وفي إعلام الورى ١: ١٦٨: وكان لواء رسول الله يومئذ أبيض مع مصعب بن عمير، ورايته مع علي (عليه السلام). وذكر ذلك في مجمع البيان ٢: ٨٢٨ وأضاف: وصاحب راية الأنصار: سعد بن عبادة أو سعد بن معاذ. وكذلك في المناقب ١: ١٩٠ وفي الطبري ٣:
٤٣١ بسنده عن ابن عباس. والأغاني ٤: ١٧٥. وفي الواقدي ١: ١٠١: أن سعد بن عبادة لما أخذ رسول الله في الجهاد كان يأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج، فنهش في بعض تلك الأماكن فمنعه عن الخروج وروى عن ابن عباسوسعيد بن المسيب: أن رسول الله غزا إلى بدر بسيف وهبه له سعد بن عبادة يقال له: العضب، ودرعه: ذات الفضول 1:
103 فقال رسول الله حين فرغ من القتال ببدر: لئن لم يكن يشهدها سعد بن عبادة لقد كان فيها راغبا. وضرب له بسهم من المغنم 1: 101.
وهنا روى ابن إسحاق: أن رسول الله عدل صفوف أصحابه يوم بدر بسهم كان في يده، فمر بسواد بن غزية من حلفاء بني النجار وهو خارج عن الصف متقدم عليه، فطعنه النبي في بطنه بالسهم وقال: استو يا سواد. فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأقدني! فكشف رسول الله عن بطنه وقال: استقد. فاعتنق سواد رسول الله ثم انحنى فقبل بطنه! فقال رسول الله: يا سواد ما حملك على هذا؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك! فدعا له رسول الله بخير 2:
278 وليس قبيل وفاته كما زعم بعضهم.