موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٦
تفقد الجرحى والقتلى:
قال الطبرسي في " إعلام الورى ": وطابت أنفس المسلمين بذهاب العدو فانتشروا يتتبعون قتلاهم، فلم يجدوا قتيلا إلا وقد مثلوا به إلا حنظلة بن أبي عامر، كان أبوه مع المشركين فترك له. ووجدوا حمزة وقد شق بطنه وجدع أنفه وقطعت أذناه واخذ كبده (1).
وقال الواقدي: قال رسول الله: من له علم بذكوان بن عبد القيس؟ فقال علي (عليه السلام): أنا - يا رسول الله - رأيت فارسا يركض في أثره حتى لحقه وهو يقول:
لا نجوت إن نجوت! فحمل عليه بفرسه، وذكوان راجل، فضربه وهو يقول:
خذها وأنا ابن علاج! فأهويت إليه وهو فارس، فضربت رجله بالسيف حتى قطعتها عن نصف الفخذ ثم طرحته من فرسه فذففت عليه، وإذا هو أبو الحكم بن الأخنس بن شريق بن علاج الثقفي (2).
وقال القمي في تفسيره: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من له علم بسعد بن الربيع؟ فقال رجل: أنا أطلبه. فأشار رسول الله إلى موضع فقال: اطلبه هناك، فإني قد رأيته في ذلك الموضع قد شرعت حوله اثنا عشر رمحا (3).

(١) إعلام الورى ١: ١٨١، ١٨٢.
(٢) مغازي الواقدي ١: ٢٨٣، وروى المفيد في الإرشاد ١: ٨٨ بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: وبارز علي (عليه السلام) الحكم (أبا الحكم) بن الأخنس فضربه فقطع رجله من نصف الفخذ فهلك.
(٣) تفسير القمي ١: ١٢٢. هذا وقد روى الواقدي عن ضرار بن الخطاب الفهري قال: لما كررنا مع خالد بن الوليد وانتهينا إلى الجبل وأقحمنا الخيل عليهم تطايروا في كل وجه وهربوا حتى أني جعلت أطلب الأكابر من الأوس والخزرج لأقتلهم بأحبتي في بدر فلا أرى أحدا... وما كان حلب ناقة حتى تداعت الأنصار بينها فأقبلوا وخالطونا راجلين ونحن فرسان، فصبروا لنا وبذلوا أنفسهم حتى عقروا فرسي وترجلت ولقيت من رجل منهم الموت الناقع وعانقني فما فارقني حتى أخذته الرماح من كل ناحية فوقع 1: 283. فيبدو أنه هو سعد بن الربيع، ولذلك افتقده الرسول.
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 324 325 326 327 328 329 330 333 ... » »»
الفهرست