التشديد في تحريم الخمر:
قال ابن هشام: في شهر ربيع الأول... نزل تحريم الخمر (1).
وذكر القمي في تفسير قوله سبحانه: * (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون * وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) * (2) قال: ذلك أن رجلا من الصحابة شرب قبل أن يحرم الخمر، فجعل يقول الشعر ويبكي على قتلى المشركين من أهل بدر، فسمع رسول الله، فقال: اللهم أمسك على لسانه. فأمسك على لسانه فلم يتكلم حتى ذهب عنه السكر، فأنزل الله تحريمها بعد ذلك.
فلما نزل تحريمها خرج رسول الله فقعد في المسجد ثم دعا بآنيتهم التي كانوا ينبذون فيها (فضيخ البسر والتمر) فأكفأ عليها، ثم قال: هذه كلها خمر، وقد حرمها الله. فكان أكثر شئ أكفئ من ذلك يومئذ من الأشربة: الفضيخ، ولا أعلم أكفئ يومئذ من خمر العنب شئ إلا إناء واحد كان فيه زبيب وتمر جميعا،