الوحي ثم سمعناه يقول: وعليه السلام ورحمة الله. ثم قال: هذا جبرئيل يقرئني من خبيب السلام.
ثم دعوا أبناء من قتل ببدر فوجدوهم أربعين غلاما فأعطوا كل غلام رمحا ثم قالوا: هذا الذي قتل آباءكم فطعنوه برماحهم.. ثم طعنه أبو سروعة حتى أخرجه من ظهره، فمكث ساعة يوحد الله ويشهد أن محمدا رسول الله.
قال: وكان زيد محبوسا في الحديد عند آل صفوان بن أمية، وكان يصوم بالنهار ويتهجد بالليل، ولا يأكل من ذبائحهم فأرسل إليه صفوان: فما تأكل من الطعام؟ قال: لست آكل مما ذبح لغير الله، ولكني أشرب اللبن، فأمر له صفوان بعس من لبن عند إفطاره فيشرب منه.
وخرج به غلام صفوان نسطاس إلى التنعيم، وخرجوا بخبيب في يوم واحد، فالتقيا فالتزم كل منهما صاحبه وأوصى كل واحد منهما صاحبه بالصبر على ما أصابه ثم افترقا، ورفعوا لزيد جذعا، فقال: أصلي ركعتين، فصلى ركعتين، ثم حملوه على الخشبة ثم جعلوا يقولون له: ارجع عن دينك المحدث واتبع ديننا ونرسلك! قال: لا والله لا أفارق ديني أبدا. فقالوا له: أيسرك أن محمدا في أيدينا مكانك وأنت في بيتك؟ قال: ما يسرني أن محمدا أشيك بشوكة وأني في بيتي! ثم ولي نسطاس قتله (1).
سرية الجهني إلى اللحياني:
روى الواقدي: أن بني لحيان من هذيل كانوا قد نزلوا في عرنة (بقرب عرفة من مكة) وما حولها. وبلغ رسول الله أن قائدهم سفيان بن خالد قد جمع