ببطن من بطون الأنصار الا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم فيقول لهم: خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة. فانطلقت به ورسول الله واضع لها زمامها، حتى انتهت إلى الموضع الذي ترى - وأشار بيده إلى باب مسجد رسول الله الذي يصلى عنده على الجنائز - فوقفت عنده وبركت ووضعت جرانها على الأرض، فنزل رسول الله.
وأقبل أبو أيوب مبادرا حتى احتمل رحله فأدخله منزله، ونزل رسول الله وعلي معه (عنده) حتى بني له مسجده وبنيت له مساكنه ومنزل علي (عليه السلام)، فتحولا إلى منازلهما (1).
سائر أخبار وصول الرسول:
نقل الطبرسي في " إعلام الورى " عن ابن شهاب الزهري قال: كان ناس من المهاجرين قد قدموا على (بني) عمرو بن عوف قبل قدوم رسول الله فنزلوا فيهم.. فلما أقبل رسول الله ووافى ذا الحليفة سأل عن طريق بني عمرو بن عوف فدلوه.
فوافى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونزل، واجتمع إليه بنو عمرو بن عوف وسروا به، فنزل على شيخ صالح منهم مكفوف البصر هو كلثوم بن هدم. وبنو عمرو بن عوف من بطون الأوس. فأقبل رسول الله يتصفح الوجوه فلا يرى أحدا من الخزرج.. لما كان بينهم من الحروب والعداوة (2).