أو أمير المؤمنين أو حمزة بن عبد المطلب - سلام الله عليهم -. فقال: أما محمد، فلا حيلة لي فيه لأن أصحابه يطيفون به، وأما علي فإنه إذا قاتل كان أحذر من الذئب، وأما حمزة فإني أطمع فيه، لأنه إذا غضب لم يبصر بين يديه. وكان حمزة يومئذ قد أعلم بريشة نعامة في صدره.
فكمن له وحشي في أصل شجرة، فرآه حمزة فبدر إليه.
قال وحشي: وهززت حربتي حتى إذا تمكنت منه رميته فأصبته في أربيته فأنفذته، وتركته حتى إذا صرت إليه فأخذت حربتي، وشغل عني وعنه المسلمون بهزيمتهم.
وجاءت هند فأمرت بشق بطن حمزة وقطع كبده والتمثيل به، فجدعوا أنفه وأذنيه ومثلوا به، ورسول الله مشغول عنه لا يعلم بما انتهى إليه أمره (1).
وقال الطبرسي في " إعلام الورى ": كان وحشي يقول: كنت عبدا لجبير ابن مطعم فقال لي: إن عليا قتل عمي (طعيمة) يوم بدر، فإن قتلت محمدا فأنت حر، وإن قتلت عم محمد فأنت حر، وإن قتلت ابن عم محمد فأنت حر.
قال: وكنت لا أخطئ في رمي الحراب تعلمته من الحبشة عندهم.
فخرجت مع قريش بحربة لي إلى أحد أريد العتق لا أريد غيره، ولا أطمع في محمد، ولكنني قلت: لعلي أصيب من علي أو حمزة فأزرقه. وكان حمزة يحمل حملاته ثم يرجع إلى موقفه (2).