وصاح صائح بالمدينة: قتل رسول الله، فانخلعت لذلك القلوب وتحير المنهزمون فأخذوا يمينا وشمالا (1).
وعليه فالصحابة كانوا منهزمين من كرة عكرمة بن أبي جهل وخالد بن الوليد المخزوميين، وانما سببت صيحة الصائح ان تحير أولئك المنهزمون من قبل فأخذوا يمينا وشمالا. وقال الطبرسي: وصاح إبليس - لعنه الله -: قتل محمد، ورسول الله في أخراهم... وذهبت صيحة إبليس حتى دخلت بيوت المدينة، فصاحت فاطمة، وخرجت تصرخ ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا وضعت يدها على رأسها وخرجت (2) فهو جمع بين أمرين: بين صيحة في أحد وسماعها في المدينة، ولكنها كانت والرسول في أخراهم فهم منهزمون من قبل.
وقال في تفسيره " مجمع البيان ": ورمى عبد الله بن قميئة الحارثي رسول الله بحجر فكسر أنفه ورباعيته وشجه في وجهه وأقبل يريد قتله، فذب مصعب بن عمير عن رسول الله حتى قتله ابن قميئة، فرجع وهو يرى أنه قتل رسول الله وقال: إني قتلت محمدا!
وصاح صائح: ألا إن محمدا قد قتل!
ويقال: إن ذلك الصائح كان إبليس لعنه الله فانكشف الناس!
وفشا في الناس: أن رسول الله قد قتل، فقال بعض المسلمين: ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمانا من أبي سفيان!