وبعضهم جلسوا وألقوا بأيديهم (أي استسلموا للحادث).
وقال أناس من أهل النفاق: إن كان محمد قد قتل فالحقوا بدينكم الأول!
فقال أنس بن النضر - عم أنس بن مالك -: يا قوم إن كان قد قتل محمد فرب محمد لم يقتل، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله؟! فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول الله، وموتوا على ما مات عليه! ثم قال: اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء! ثم شد بسيفه فقاتل حتى قتل.
ثم إن رسول الله انطلق إلى صخرة (الجبل) وهو يدعو الناس (يقول: إلي عباد الله).
فأول من عرف رسول الله كعب بن مالك قال: عرفت عينيه تحت المغفر تزهران فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين أبشروا فهذا رسول الله! فأشار إلي: أن اسكت!
فانحازت إليه طائفة من أصحابه (اجتمع إليه ثلاثون رجلا) فلامهم النبي على الفرار فقالوا: يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا، أتانا الخبر بأنك قتلت فرعبت قلوبنا فولينا مدبرين (1).
فالطبرسي هنا بدأ بصرخة ابن قميئة ثم رجل آخر من المشركين بناء على نداء ابن قميئة، وفي آخر الخبر قال: أتانا الخبر بأنك قتلت، ولم يذكر صرخة إبليس إلا قولا قيل كجملة معترضة بين الخبر، وهو وان جعل من أثر الصرخة:
انكشف الناس، لكنه قدم قبله الخبر عن الهزيمة قبل الصرخة.
وابتدأ الطبرسي الخبر بالاسناد إلى الزبير، ونجد بعض الخبر من دون الجملة المعترضة عند ابن إسحاق بسنده عن الزبير أيضا قال: لقد رأيت خدم هند