موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٠
درقة علي أيضا ثم تناوشا، فنظر علي إلى فتق تحت إبط أمية فضربه بالسيف فقتله وانصرف عنه (1).
ولم يعد بعدها أحد منهم، وتراجع المنهزمون من المسلمين إلى النبي (صلى الله عليه وآله) (2).
وروى عن عمران بن حصين قال: لما تفرق الناس عن رسول الله في يوم أحد، جاء علي (عليه السلام) متقلدا سيفه حتى قام بين يديه، فرفع رسول الله رأسه إليه فقال له: ما بالك لم تفر مع الناس؟! فقال: يا رسول الله، أرجع كافرا بعد إسلامي؟! فأشار له إلى قوم انحدروا من الجبل فحمل عليهم فهزمهم، ثم أشار إلى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم، ثم أشار إلى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم.
فجاء جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا رسول الله: لقد عجبت الملائكة من حسن مواساة علي لك بنفسه! فقال رسول الله: وما يمنعه من هذا وهو مني وأنا منه!
فقال جبرئيل: يا رسول الله وأنا منكما (3).
وروى الطبرسي في " إعلام الورى " خبر أبان بن عثمان عن الصادق (عليه السلام) ثم قال: وثاب إلى رسول الله جماعة من أصحابه.
وأقبل أبي بن خلف (الجمحي) وهو دارع على فرس له وهو يقول: هذا ابن أبي كبشة! لا نجوت إن نجوت! ورسول الله بين سهل بن حنيف والحارث بن الصمة يعتمد عليهما، فحمل عليه، فوقاه مصعب بن عمير بنفسه فطعن مصعبا فقتله (4) فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنزة كانت في يد سهل بن حنيف فطعن به أبيا في

(١) الإرشاد ١: ٨٨.
(٢) الإرشاد ١: ٨٩.
(٣) الإرشاد ١: ٨٥، ومر بعض مصادره الأخرى.
(٤) وقال ابن إسحاق: وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله حتى قتله ابن قميئة الليثي وهو يحسبه رسول الله، فرجع يقول: قتلت محمدا! ولما قتل مصعب بن عمير أعطى النبي اللواء علي بن أبي طالب. وقاتل علي بن أبي طالب ورجال من المسلمين ٣: ٧٧، هذه الجملة غير الكاملة هو كل ما عن ابن إسحاق في سيرة ابن هشام من موقف علي (عليه السلام)، اللهم إلا ما أضافه ابن هشام هنا من ذكر مبارزته لأبي سعد بن طلحة، ثم نقل عن ابن إسحاق أن سعد ابن أبي وقاص قتله ٣: ٧٨، ويروي عن الزبير قوله: اتينا من خلفنا فانكفأنا وانكفأ القوم علينا بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم ٣: ٨٢، ولا يذكر من أصاب أصحاب الألوية؟!
وقال ابن إسحاق: وانكشف المسلمون فأصاب فيهم العدو حتى خلص إلى رسول الله حتى ارتث بالحجارة ووقع لجانبه فأصيبت رباعيته وشج وجهه، وجرحت شفته.
ثم روى ابن هشام: عن أبي سعيد الخدري: أن الذي جرح شفته السفلى وكسر رباعيته السفلى اليمنى هو عتبة بن أبي وقاص الزهري أخو سعد، والذي شجه في جبهته عبد الله بن شهاب الزهري، والذي جرح وجنته هو ابن قمئة حتى دخلت حلقتا المغفر في وجنته.
ووقع رسول الله في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر (الراهب الفاسق) ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون، فأخذ علي بن أبي طالب بيد رسول الله ورفعه طلحة بن عبيد الله التيمي حتى استوى قائما ٣: ٨٥.
بينما روى ابن إسحاق بسنده عن سعد بن معاذ: أن رسول الله لما غشيه القوم نادى: من يشر لنا نفسه؟ فقام إليه زياد بن السكن - أو عمارة بن يزيد بن السكن - ومعه خمسة نفر من الأنصار فقاتلوا رجلا رجلا دون رسول الله حتى قتلوا دونه، ثم فاءت إليه فئة من المسلمين فدفعوهم عنه (صلى الله عليه وسلم).
ثم روى عن سعيد بن زيد الأنصاري: عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية: أنها لما انهزم المسلمون انحازت إلى رسول الله، وباشرت القتال يحسبه رسول الله، فرجع يقول: قتلت محمدا! ولما قتل مصعب بن عمير أعطى النبي اللواء علي بن أبي طالب. وقاتل علي بن أبي طالب ورجال من المسلمين ٣: ٧٧، هذه الجملة غير الكاملة هو كل ما عن ابن إسحاق في سيرة ابن هشام من موقف علي (عليه السلام)، اللهم إلا ما أضافه ابن هشام هنا من ذكر مبارزته لأبي سعد بن طلحة، ثم نقل عن ابن إسحاق أن سعد ابن أبي وقاص قتله ٣: ٧٨، ويروي عن الزبير قوله: اتينا من خلفنا فانكفأنا وانكفأ القوم علينا بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم ٣: ٨٢، ولا يذكر من أصاب أصحاب الألوية؟!
وقال ابن إسحاق: وانكشف المسلمون فأصاب فيهم العدو حتى خلص إلى رسول الله حتى ارتث بالحجارة ووقع لجانبه فأصيبت رباعيته وشج وجهه، وجرحت شفته.
ثم روى ابن هشام: عن أبي سعيد الخدري: أن الذي جرح شفته السفلى وكسر رباعيته السفلى اليمنى هو عتبة بن أبي وقاص الزهري أخو سعد، والذي شجه في جبهته عبد الله بن شهاب الزهري، والذي جرح وجنته هو ابن قمئة حتى دخلت حلقتا المغفر في وجنته.
ووقع رسول الله في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر (الراهب الفاسق) ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون، فأخذ علي بن أبي طالب بيد رسول الله ورفعه طلحة بن عبيد الله التيمي حتى استوى قائما ٣: ٨٥.
بينما روى ابن إسحاق بسنده عن سعد بن معاذ: أن رسول الله لما غشيه القوم نادى: من يشر لنا نفسه؟ فقام إليه زياد بن السكن - أو عمارة بن يزيد بن السكن - ومعه خمسة نفر من الأنصار فقاتلوا رجلا رجلا دون رسول الله حتى قتلوا دونه، ثم فاءت إليه فئة من المسلمين فدفعوهم عنه (صلى الله عليه وسلم).
ثم روى عن سعيد بن زيد الأنصاري: عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية: أنها لما انهزم المسلمون انحازت إلى رسول الله، وباشرت القتال أمالي محمد بن حبيب، وأبي عمرو غلام ثعلب اللغوي الزاهد: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما فر معظم أصحابه عنه يوم أحد كثرت عليه كتائب المشركين وقصدته كتيبة من بني كنافة فيها بنو سفيان بن عويف وهم: خالد بن سفيان، وأبو الشعثاء بن سفيان، وأبو الحمراء بن سفيان، وغراب بن سفيان.
فقال رسول الله: يا علي، اكفني هذه الكتيبة، وهي تقارب خمسين فارسا، فحمل عليها وهو راجل فما زال يضربها بالسيف فتفترق عنه ثم تتجمع عليه مرارا حتى قتل بني سفيان الأربعة وتمام العشرة ممن لا يعرف، فقال جبرئيل (عليه السلام) لرسول الله: يا محمد، إن هذه المواساة ولقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى: فقال رسول الله: وما يمنعه وهو مني وأنا منه! فقال جبرئيل (عليه السلام): وأنا منكما. وسمع ذلك اليوم صوت من قبل السماء لا يرى شخص الصارخ به ينادي مرارا: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. فسئل رسول الله عنه فقال: هذا جبرئيل. ثم قال: وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدثين، ووقفت عليه في بعض نسخ مغازي محمد بن إسحاق ورأيت بعضها خاليا عنه!
وسألت شيخي عبد الوهاب بن سكينة، عن هذا الخبر فقال: خبر صحيح. فقلت: فما بال الصحاح لم تشتمل عليه؟ قال: أو كلما كان صحيحا اشتملت عليه كتب الصحاح؟!
كم قد أهمل جامعو الصحاح من الأخبار الصحيحة! ١٤: ٢٥٠ و ٢٥١. ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٠: ١٢٨ و 129.
والواقدي لم ينقل هذا لعلي (عليه السلام)، ولكنه نقل لسعد بن أبي وقاص ما يضاهيه عن ابنته
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 290 296 297 301 302 ... » »»
الفهرست