روى ثقة الأخيار عن سيد الأمم * بان قال في فصل الخطاب من الحكم جنونان لا أخلاني الله منهما * هما جنتي درعي الشجاعة والكرم وقال المؤلف لطف الله به:
أتى عن علي المرتضى معدن الحكم * وصي النبي المصطفى سيد الأمم جنونان لا أخلاني الله منهما * هما منبع العقل الشجاعة والكرم وقيل إن الشيخ محمد رضا وجد هذين البيتين على بلاطة ولم يعرف قائلهما وهما:
بالله يا قبر هل زالت محاسنها * وهل تغير ذاك المنظر النضر ما أنت يا قبر لا روض ولا فلك * فكيف جمع فيك الغصن والقمر فعرضهما على السيد مهدي الطباطبائي فامر بتشطيرهما فشطرهما فقال:
بالله يا قبر هل زالت محاسنها * فاليوم عندك من دوني لها خبر فاشرح لي الحال هل زالت غضارتها * وهل تغير ذاك المنظر النضر ما أنت يا قبر لا روض ولا فلك * ولا كناس به الآرام تبتدر فكيف أودع فيك الريم ملتفتا * وكيف غيب فيك الغصن والقمر ثم امره بتشطير الجميع فشطرها فقال:
بالله يا قبر هل زالت محاسنها * وغيرت حسن ذاك العارض الغير كانت واخبارها عندي مفصلة * فاليوم عندك من دوني لها خبر فاشرح لي الحال هل زالت غضارتها * وحال لا حال ذاك المبسم العطر وهل ذوي قدها أو جف ناضرها * وهل تغير ذاك المنظر النضير ما أنت يا قبر لا روض ولا فلك * كلا ولا صدف تجلى به الدرر كلا ولا جنة للحور قد خلقت * ولا كناس به الآرام تبتدر فكيف أودع فيك الريم ملتفتا * وكيف خلد فيك الحور والحجر وأودع اللؤلؤ المكنون قعرك ذا * وكيف جمع فيك الغصن والقمر وقال يهني السيد الطباطبائي بتزويج جديد:
بارك الله بالبناء لباني * المجد باني الجلال باني المعالي يا له من بناء مجد بناه * للأجلاء منة ذو الجلال كان اهل السماء والأرض فيه * شرعا في مسرة واقتبال فلهذا جميعهم أرخوه * زهرة المجد زوجت بالهلال وله:
أقول وللهوى ولع بروح * أبت الا التردد في التراقي بنفسي الجيرة الغادين عني * ووجدهم كوجدي واشتياقي وأيديهم تكفكف يوم بانوا * دموعهم وكفى في آماقي وهذا قائل هل من سبيل * إلى عود وذا هل من لحاق وأصفى العاملين هوى حبيب * يلاقي في الصبابة ما يلاقي الا يا يوم فرقتنا رويدا * فلست إلى تلاقينا بباقي وكيف أطيق نوما كاد فيه * الفراق أسى يفر من الفراق وقفنا موقف التوديع سكرى * ولا كاس يدير يمين ساقي أحب نوى يكون به وداع * وإن كان النوى مر المذاق نودعكم أحبتنا فانا * نرى أن لا سبيل إلى التلاقي وأين مساقط العلمين ممن * ثوى ملقى بفيحاء العراق وله مشطرا:
سقى الله أياما لنا لسن رجعا * وهل راجع ما فات من فارط العمر وحياز زمانا بالوصل فرعه * علينا وعصر العامرية من عصر ليالي أعطيت الصبابة مقودي * ووليت سلطان الهوى في الهوى امري ورحت بألحاظ الظبى الغيد لاهيا * تمر الليالي والشهور ولا أدري وله:
أ أحبابنا والهوى قاتل * وما فاق في الحب من قد أفاق وكم واجد مات في وجده * وكم شيق غاله الاشتياق وكم مظهر حبه جنة * وإن أنفق العمر فيه نفاق وللعاشقين بأهوائهم * خلاف جرى بينهم واتفاق وكل له في الهوى مذهب * رآه فطاب لديه وراق وها أنذا من هوى شفني * وعبء جوى حمله لا يطاق أفارقكم لا ملالا لكم * واعلم أن ذاك مر الذاق واجرع بالبعد شوق الفراق * رجاء لابقاء طيب التلاق فكان بعادا لخوف البعاد * وكان فراقا لفوق الفراق وكتب اليه السيد سلمان ابن السيد داود الحلي وكان يومئذ في الحلة معاتبا له على انقطاعه عنه مضمنا:
عهدت حبيبي إن دجى ليل بيننا * سرى يخبط الظلماء والليل عاكف وعهدي به ما مثله في وصاله * حبيب بأوقات الزيارة عارف ولا كلفة أو ربية يقتضي لها * أيدخل محبوب على الدار واقف فكتب اليه في الجواب مشطرا أبياته:
عهدت حبيبي إن دجى ليل بيننا * وما زرت جلاه سنا منه خاطف فكيف يظن الخل يجفو وكم وكم * سرى يخبط الظلماء والليل عاكف وعهدي به ما مثله في وصاله * وهجري له عاط إلي وعاطف يلوم على غب المزار وأنه * حبيب بأوقات الزيارة عارف ولا كلفة أو ريبة يقتضي لها * عتاب ولا قول لفعل مخالف وكم قد تعمدت المزار ولم أقل * أيدخل محبوب على الدار واقف قاله:
بيني وبين الدهر فيك عتاب * سيطول إن لم يمحه الأعتاب يا غائبا بمزاره وكتابه * هل يرتجى من غيبتيك إياب لا ياس من روح الإله فربما * يصل القطوع وتقدم الغياب وكان المترجم مع السيد مهدي الطباطبائي في طريق زيارة سيد الشهداء مع جماعة من الأدباء والعلماء فبينما هم في أثناء الطريق إذ هبت ريح وثار عجاج يمنعهم من المسير لاستقباله ويدعوهم إلى السير فرارا من تراكم أهواله فأمره بنظم هذا المعنى في ذلك الحال فقال على سبيل الارتجال:
ثار عجاج دوننا حاجز * قد غشي المبصر والسامعا مقتضيا للسر في منعه * فأعجب له مقتضيا مانعا وكان معه في جماعة من العلماء والأدباء فكروا راجعين من الزيارة فلما وردوا الرباط الأول من الطريق وجلسوا فيه وقد اخذ منهم التعب وأجهدهم النصب امر بتعريب البيت المشهور حيث اقتضت ذلك الحال فقال الشيخ محمد رضا ممتثلا امره على سبيل الارتجال: