وعند ما أوجس منه خيفة * القى من الصدع عليه عقربا ومن حماسياته في الأسد:
واجرد ناحل الكشحين طاو * من العسلان في متن الطريق تألب يشمعل وملء فيه * كهداب الدمقس لعاب ريق فرن بفوده سيفي فأهوى * كما انعطف الشقيق على الشقيق 115:
الشيخ محسن الأعسم النجفي ابن الحاج مرتضى ابن الحاج قاسم والأعسم ذكر في محمد علي.
توفي سنة 1338.
عالم فاضل مؤلف فقيه من أجلة فقهاء النجف له كتاب كشف الظلام في شرح شرائع الاسلام استدلالي مبسوط يقع في ثمانية عشر مجلدا يوجد عند حفيده الشيخ محمد جواد ابن الشيخ كاظم ابن الشيخ صادق ابن صاحب الترجمة ومناسك الحج فرع منه سنة 1236 ذكر في آخره ان ما فيه جامع لطرق الاحتياط. رأيت له تقريضا على كتاب شرح الشرائع في الفقه للسيد أبي الحسن ابن السيد حسين ابن جدنا الكبير السيد أبي الحسن موسى العاملي. قرأ على السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة وعلى الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وسكن بغداد مدة من الزمان بالتماس بعض أهلها. خلف ولدين عالمين هما الشيخ جعفر والشيخ صادق. ولهما أولاد وأحفاد فيهم اهل فضل وعلم إلى اليوم وهم من قدماء بيوتات النجف كان عضد الدولة البويهي جاء بهم إلى النجف واسكنهم بها واصل الأعسم من طوائف الحجاز كما ذكر في مكان آخر. 116:
السيد محسن ابن السيد محمد بن فلاح المشعشعي ويأتي باقي النسب في محمد أبيه ويعرف بالملك المحسن.
في الكتاب المقدم ذكره: ملك خمسين سنة.
توفي في رجب سنة 905.
ولي بعد أبيه ولقب بالملك المحسن وامتد ملكه بحيث لم يمتد لاحد مثله من ذريته وكان أوصاه والده بالتجنب عما ارتكب أخوه. تملك الجزائر وما وراءها إلى حدود سور بغداد من جهاته الأربع وأحسن السيرة مع سكان العتبات العالية وخدام الروضات المشرفة ثم ملك البصرة وشط بني تميم وعبادان إلى الحسا والقطيف ثم الدورق والسواحل إلى بندر عباس وجميع البنادر إلى حدود فارس ثم كوه قيلويه ودهدشت ودامهرمز ثم شوشتر و البختيارية وأكراد لرستان الفيلية وبيات والباجلذانية وبثت كوه وكرمنشاه وسميرا وبهبهان ولما كان فيه الخصال الحميدة من سخاء النفس والمروءة والشيم العالية وحب العلماء والفضلاء وأهل الكمال والأدب والتقى والصلاح، جعل أكثر علماء الشيعة مصنفاتهم ومؤلفاتهم باسمه وأرسلوها إليه، ومولانا شمس الدين بن محمد الاسترآبادي معاصر المير صدر الدين الشيرازي ألف حاشيته المتضمنة رفع الكلام على ملا جلال الدين محمد الدواني باسم السلطان محسن وأرسلها اليه فأرسل اليه جائزة سنية. وكانت أوضاعه في جلوسه وركوبه وخيله وخدمه وحشمه أوضاع ملك مستقل تقاد الخيل المسرجة بالذهب والجواهر أمامه ومن مكارمه انه كان بالهاشمي وكانت تلبسه السادات المشعشعية فاتي إلى السلطان بهدية نارنج في غير وقته في طبق فامر السلطان ان يقلى النارنج في أردان السيد النديم ففعلوا ووسع الجميع وأمره ان يقوم فلم يقدر وقال لا تحمل عطاياكم الا مطاياكم فامر أن يحمل ذلك على فرسه الخاص بسرجه ولجامه وجميع زينته وأعطاه إياه فركبه وذهب. وأول من أحدث البنيان بالحويزة السيد محسن وكانت آجام قصب تسكنها الاعراب فبنى قلعة الحويزة المعروفة بالمزينة إلى الآن وجعل فيها عسكرا وسكن الناس حولها وبنى قلعة المشكوك واسكن في جوانبها 40 ألف سباهي وأدار على الجميع مدينة حصينة ثم عمر قلعة الشوش ثم استولى عليها الفرس كما ذكر في ترجمة علي وأيوب ولدي السيد محسن ثم خربها العرب ثم أحدث السيد محسن قلعة الداير المعروف بأبي عمرو وكان يسكن كل فصل في مكان ثم بنى مدينة عظيمة بين الشطين تجمع جميع عساكره وذخائره وسماها المحسنية. فمنشئ هذه الدولة أبوه وسيفها أخوه المولى علي ومؤيدها وناشر رايتها هو جمع بين السيف والقلم والخصال الحميدة وعلى عهده اتسعت المملكة وكان مظفرا تقيا صالحا محبا للعلماء جوادا سخيا محسنا إلى الفقراء وفي أيامه تغلب يحيى بن محمد الأعمى على البصرة وهو بالأصل فصيلي من قبيلة مال عزي وهم إلى الآن شيوخ المنتفك فركب السيد محسن عليه بعساكره وارسل إليه ان المطلوب من العسكرين أنا وأنت فابرز إلي ولا تسفك دماء العباد فقبل وتبارزا فبدره يحيى بطعنة حاد عنها وطعنه السيد محسن فدق صلبه وقتله فلقاه والده محمد البصير راكبا حمارا تقوده جاريته فدخل على السيد محسن وطلب منه الخلف بولده فأعطاه ألف تومان وعين له يومية تكفيه وتزيد وأعطاه فرسه التي كان راكبها حال الحرب وأعطى طفلا صغيرا ليحيى الدرع الذي كان لابسه حال الحرب والدرع للآن عندهم يسمى بالمحسن. وجاءه أمير من بني تميم يقال له الأمير عبد علي فأكرمه وأنزله القيصرية وهي للآن تعرف بهذا الاسم وأعطاه بلد الدورق من بعد وضع اخراجات سياس الطوائل وانعم عليه بالميراخورية ولهذا السبب سميت ببلد السياس وتعرف به إلى الآن وكان قبل اعطائه البلدة المذكورة جالسا عنده فقال السيد أن العربي يحمد إذا أضاف أربعمائة جاؤوه بغير خبر سابق فقال الأمير لأحد جلسائه كان هذا شئ مستغرب عندكم فأسرها السيد في نفسه وبعد مدة أمر أحد أولاده السيد بركة أن يذهب مع أربعمائة خيال إلى ضيافة الأمير عبد علي في القيصرية وتكون خيلهم بلا أرسان ولا علايق فأضاف الجميع بدون تكلف وجعل البيوت علايق وأطنابها أرسانا فكان ذلك سبب اعطائه البلدة المذكورة ولم يزل الأمير عبد علي يتردد عليها ويحدث فيها عمارات إلى أن مات السيد محسن فانتقل الأمير إلى الدورق واستقل بها وبنى لها سورا وتغلب عليها إلى أيام السيد سجاد فصار بين السيد سجاد وأخيه مطلب وأخويه انحراف فانتقل مع أخويه إلى الدورق فأكرمه عبد علي ثم مات عبد علي فصار امرها لولده ميرزا علي وكان بناء السيد محسن للمحسنية في ابتداء الدولة العثمانية بالعراق وأوائل الدولة الصفوية لتتسامع بها الملوك وعين بها 12 ألف عسكري وولي الملك بعده من أولاده السيد علي وأيوب ناصر خان والسيد محمد خان والسيد مبارك بن محمد خان وكان ينظم الشعر الفارسي وحكم أيضا أخوه السيد منصور خان وامتدت أيامه ثم حكم السيد بركة بن منصور المذكور ثم السيد علي وكان عالما فاضلا شاعرا وهو ابن السيد خلف ثم حكم ولده الأكبر بعد السيد حسين والسيد حيدر ولم تطل مدته وكان راغبا في الخير وحكم بعد السيد حيدر خان السيد عبد الله خان والد مؤلف تاريخ الصفوية ولم تطل مدته ثم أخوه فرج الله خان. 117:
الشيخ محسن ابن الشيخ محمد المعروف بأبي الحب الحائري.
توفي في ليلة الاثنين في 20 ذي القعدة سنة 1305.
أحد الأدباء الوعاظ الذاكرين للشهيد في كربلاء المشهورين وله