جديدتين هما السند وبلوجستان وأن تكون نسبة الممثلين في المجلس التشريعي المركزي 33 من المسلمين، والابقاء على نظام الدوائر الانتخابية حتى يسن دستور جديد يضمن للمسلمين حرية العبادة والثقافة واللغة، ولقد رأى جناح في ذلك الحين أن هناك مؤسسات هندوسية متعصبة تعمل للقضاء على التراث الاسلامي في الهند وفي طليعة تلك المؤسسات. حزب المهاسبا. ولقد أيد المسلمون جميعهم جناح في مشروعه.
مؤتمر الطاولة المستديرة منذ سنة 1919 كتب جناح إلى رئيس الوزارة البريطانية السير رامزي ماكدونلد خطابا يلح فيه بدعوة ممثلين عن الهند إلى لندن للبحث معهم في مدى الإصلاحات الدستورية التي يجب أن تمنحهم إياها إنجلترة.
واستجابت بريطانية بعد لأي إلى هذه الرغبة، ودعت إلى عقد مؤتمر الطاولة المستديرة في لندن على أن يحضره ممثلون من الإنجليز، وآخرون من الأحزاب الهندية، وممثلون عن الولايات المختلفة وذلك لوضع دستور يتفق ومطالب الهنود. ولما عقد أول مؤتمر بلندن عام 1930 قاطعه زعماء حزب المؤتمر، واشترك فيه ممثلون عن الرابطة الاسلامية وعن سائر الأحزاب.
وفي الدورة الثانية للمؤتمر عام 1932 رضي حزب المؤتمر أن يشترك في الدورة وأوفد غاندي لتمثيله. وظهرت مقدرة جناح السياسية خلال اجتماعات المؤتمر، وأصر على ضرورة إجابة مطالب المسلمين.
تنظيم الرابطة من جديد كانت الرابطة الاسلامية قد فقدت كثيرا من نفوذها بين الجماهير، بسبب تغيب جناح مدة عن الهند. فلما عاد إليها عمل على إعادة تنظيم الرابطة بهمة لا تعرف الملل. ثم اخذ يتجول في البلاد ويخطب في الجماهير حتى عاد للرابطة نفوذها القديم، وأصبحت قوة هائلة يحسب لها ألف حساب.
وأرادت الرابطة أن تخوض المعركة الانتخابية على أساس الدستور الجديد فألفت لجنة برلمانية مركزية وخولت جناح رئاستها وضم لجان المقاطعات إليها.
وواجهت الرابطة قبل الانتخابات وفي أثنائها صعوبات مالية وتنظيمية عسيرة، فتغلبت عليها، واعتبر النجاح النسبي الذي أحرزته في تلك الانتخابات أبرز دليل على قوتها وإن لم يخولها ذلك القيام بدور حاسم في المجلس التشريعي الجديد.
أما حزب المؤتمر فقد فاز بأكثرية ساحقة في جميع المقاطعات ما عدا البنجاب والسند والبنغال. ورفض اقتراح جناح بقيام وزارة ائتلافية يشترك فيها المسلمون.
وفي سنة 1937 عقدت الرابطة الاسلامية مؤتمرا في بلدة لنكؤ برئاسة جناح قررت فيه التحول عن مطلبها بان تصبح الهند دومنيون وطالبت بالاستقلال التام ضمن دولة حرة ديمقراطية. فكان هذا القرار نقطة انطلاق في تاريخ نضال المسلمين للفوز بكيان ذاتي منفصل. وانضمت الأحزاب الوزارية في البنجاب والبنغال إلى الرابطة، وبايعت جناح بالزعامة.
وفي سنة 1940 نادى جناح بضرورة قيام باكستان كدولة مستقلة للمسلمين تمكنهم من ممارسة حقوقهم ومعتقداتهم بحرية وأمان، وتسمح لهم بالتطور وفق الشرع الاسلامي كيف قامت دولة باكستان نص مشروع القرار الذي قدمه جناح إلى الحكومة البريطانية وأقرته الرابطة الاسلامية على تقسيم الهند إلى حكومتين هما: باكستان وهندستان. على أن تضم باكستان الأقاليم التي تسكنها أغلبية من المسلمين وهي البنجاب والإقليم الشمالي الغربي وبلوجستان والسند وغرب البنغال وشرقه.
وفي آب سنة 1940 صرح المستر امري وزير الدولة البريطاني لشؤون الهند في مجلس العموم أن الحكومة البريطانية ستنظر بعين الاعتبار إلى المسالة الهندية بعد انتهاء الحرب العالمية، ولن تمنح البلاد اية سلطات دستورية ما لم يوافق عليها المسلمون.
وفي عام 1942 صرح المستر كريبس بان إنجلترة تقبل دولة خاصة بالمسلمين هي باكستان.
وفي كانون الثاني سنة 1946 أجريت في البلاد الانتخابات التي طالما أجلت مدة الحرب فكانت امتحانا عسيرا لقوة جناح ولنفوذ الرابطة، واختبارا لفكرة قيام دولة باكستان تلك الفكرة التي اعتنقها المسلمون وكانت نقطة الارتكاز في برنامج الرابطة الانتخابي.
وأسفرت تلك الانتخابات عن فوز ساحق للرابطة إذ فازت بأربعمائة وسبعة وعشرين مقعدا من أصل أربعمائة واثنين وثمانين مقعدا مخصصة للمسلمين.
جناح يصمد امام المناورات وفي نيسان 1946 عقدت سلسلة من الاجتماعات بين البعثة الوزارية البريطانية من جهة وبين حزب المؤتمر والرابطة الاسلامية من جهة، ثم أعلنت الحكومة البريطانية التقسيم، فأوفدت اللورد لويس مونتباتن لتنفيذ الخطة.
وصل اللورد مونتباتن إلى الهند وحل محل اللورد ويفل الحاكم العام وعقد سلسلة من الاجتماعات مع أعضاء حزب الرابطة وحزب المؤتمر أعلن على اثرها مشروعه في 3 حزيران سنة 1947.
وتسلم القائد الأعظم منصب الحاكم العام للدولة الجديدة باكستان فراح يصرف شؤون الدولة بحنكة وكفاءة ونشاط لا يعرف الملل، رغم السبعين التي يحمل أعباءها إلى أن توفاه الله بسكتة قلبية مفاجئة. 1012:
السيد أبو الحسن محمد ابن السيد علي شاه ابن السيد صفدر شاه ابن السيد صالح الرضوي الفمي الكشميري اللكهنوئي ولد سنة 1260 ببلاد الهند.