القاجاري، اجتمع به صاحب المرآة ببلدة يزد سنة 1219 وأثنى عليه ثناء بليغا. 648:
الشيخ محمد بن خليل دبوق العاملي توفي سنة 1317 في خربة سلم.
كان عالما فاضلا شاعرا أديبا تقيا ورعا صالحا زاهدا عابدا مخشوشنا في المأكل والملبس ذو أخلاق حسنة يندر وجود مثلها تقيا ورعا خشنا في ذات الله متصلبا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وله أسلوب عجيب في دفع الغيبة، إذا اغتاب أحد بحضرته ردع المغتاب بأسلوب حسن بحيث لا يخجله ولا يغضبه وتفنن في التأول لمن قيلت فيه الغيبة والاعتذار له وكان مليح النادرة وقلما تحصل معه واقعة الا انشد فيها شعرا، كان له كتب أودعها عند شخص لما سافر إلى العراق وكان فيها كتاب مجلد تجليدا متقنا من الجلد الأحمر الفاخر فجاء رجل وقوره من الجانبين وجعلهما جلدا لعوذة فنهيته فلم ينته فلما حضر فقد الكتاب فلم يجده فأخبرته الخبر فانشد:
وقد يهلك الانسان كثرة ماله كما يذبح الطاووس من أجل ريشه وكان له مقام رفيع في نفوس الخاصة بسبب اخلاصه في أقواله وأفعاله وتقواه وحسن أخلاقه وخشونته في ذات الله وكان لا يرفع بصره إلى امرأة متسترة أو سافرة وإذا التقى بالنساء في الطريق أدار وجهه إلى الحائط حتى يذهبن. تفرع من أب فقير عامي فنبغ بجده لا بأبيه وجده. كان شريكنا في الدرس في أول الاشتغال في جبل عامل فقرأنا معا القطر وشرح الألفية والمغني والحاشية والشمسية والمطول والمعالم وسافر إلى العراق في أثناء ذلك بزي الدراويش ثم عاد إلى الجبل ثم سافر إلى العراق لطلب العلم ثم عاد منها بسبب انحراف مزاجه عام 1308 والتقينا به في الطريق ونحن ذاهبون إلى العراق وهو عائد منها ثم اشتغل في مدرسة شقرا على ابن عمنا السيد علي ثم توطن مدة في دمشق وانتفع به أهلها ثم عاد إلى مسقط رأسه خربة سلم من جبل عامل وتوفي فيها.
من شعره قوله وارسل بها إلى ابن عمنا السيد علي ناعيا نفسه:
يا قاصدا شقراء زر * سامي الذرى محيي الفضائل حامي شريعة جده * عن أن تصاب بسهم صائل والثم يديه وقل له * عني مقالة غير غافل يا أولا في المكرمات * وآخرا فاق الأوائل ومبرزا عند الخصام * وملهما حل المشاكل ومقلدا فصل القضاء * وعالما بالحق عامل اني أخصك بالسلام * وبث أشواقي القواتل وأقول قول محقق * اني إلى مولاي راحل والأمر سهل ان عفا * عني وصعب ان يعامل بالعدل ان الله جل * الله بين الخلق عادل وإذا رزقت رضا النبي * وآله الغر الأفاضل فهنالك العفو العظيم * بظل ملك غير زائل ولئن يحل خلاف ذا * لك بي فان الأمر هائل والله أولى بالجميل * وبالعطاء لكل سائل وانا أرجيه النجاة * مقدما خير الوسائل حب النبي وآله * أزكى الأواخر والأوائل وقال وقد مرض بصيدا وكان مطلوبا للجندية:
عليل بصيدا لا يرى من يعوده * سوى أوجه تضنيه رؤيتها سقما أقل الورى قدرا لديهم أخو التقى * وأعظمهم من بات يرتكب الإثما وقال وهو بعانا في طريقه إلى العراق:
ان جئت عانا فارتحل عنها ولا * تمكث فان المكث فيها معطب اني نزلت بأرض عانا ليلة * فخرجت منها خائفا أترقب وقال في كيفية ترتيب قلم الأظافر حسبما روي:
بتقليم أظفار اليمين ابتدئ ولا * تخل بترتيب به العبد يؤجر فأولها سبابة ثم خنصر * كذلك ابهام ووسطى وبنصر وتقليم أظفار الشمال بعكس ما * ذكرناه فاحفظه لعلك تؤجر وكانت له مخدة أيام طلب العلم من الكرباس المصبوغ بالنيل حشوها نخالة البرغل مربوط فيها بخيط وكانت له عباءة بوزية وأخرى سوداء أخنى عليها الدهر فجعل إحداهما بمنزلة الظهارة والأخرى بمنزلة البطانة فكان يلبسهما للعيد والجمعة ويفترشهما ويجلس عليهما ويتدثر بهما ليلا وما قاله في المخدة المذكورة:
ورب مخدة زرقاء أمسى * لها حشو يفوق الشوك لينا جعلت رباطها البابير كيما * تزيد ملاحة وتقل شينا وقال مراسلا ابن عمه الحاج حسن دبوق:
لله أزمان سرور زهت * ما بين ارام ربي نجد في ساحة فيحاء تهدي لنا * في كل آن ارج الند يخالنا الرائي بها أنجما * طوالعا في فلك السعد اخوان صدق لم يشب صفونا * بساقط الهمة أو وغد نكرع صهباء الصفا من يد * أو مرشف أحلى من الشهد كأننا بين رياض المنى * رواتع في جنة الخلد في فتية نبل كان الهنا * منهم وهم منه على وعد من كل فتان ظبا لحظة * تزري بفعل الصارم الهندي وغادة معطارة لم تقف * من بارع الحسن على حد فارقتها والقلب مغرى بها * والنار تذكيها يد البعد اقسم لا حالفت طيب الكرى * ولا توسدت على زند ولا طويت القلب الا على * ما ليس بسطاع من الوجد ولا شربت الراح ما لم أطأ * بأخمصي سالفة الضد وأبلغ القصد بلقيا فتى * أحرز أقصى رتب المجد عزي وكنزي والهمام الذي * أصبحت فيه واري الزند انسان عين المجد روح العلى * باهي السنا واسطة العقد وقال:
إذا رمت ان ترقى إلى الرتبة العليا * وتبلغ قدرا شامخا فاهجر الدنيا وكن ذا اصطبار عند كل ملمة * ومت قبل وقت الموت إن شئت ان تحيا وله:
ما لآرام رامة وظباها * قد أراقت دمي حدود ظباها فسلاها ما بالها لم تصل من * علم الله دهره ما سلاها