فألقيتم وعهدكم قريب * وراء ظهوركم عهد النبي وأخفيتم نفاقكم إلى أن * وثبتم وثبة الليث الضري وأبديتم حقودكم وعدتم * إلى الدين القديم الجاهلي ولولا الضغن ما ملتم على ذي * القرابة بالبعيد الأجنبي كفى حربا ضمانكم لقتل الحسين * جوائز الرفد السني وبيعكم لأخراكم سفاها * بمنزور من الدنيا بكي وحسبكم غدا بأبيه خصما * إذا عرف السقيم من البري صليتم حربه بغيا فأنت * لنار الله أولى بالصلي وحرمتم عليه الماء لؤما * وإقبالا على الخلق الدني وأوردتم جيادكم وأظمأتموه * شربتم غير الهني وفي صفين عاندتم أباه * وأعرضتم عن الحق الجلي وخادعتم امامكم خداعا * اتيتم فيه بالأمر الفري إماما كان ينصف في القضايا * ويأخذ للضعيف من القوي سأهدي للأئمة من سلامي * وغر مدائحي أزكى هدي سلاما اتبع الوسمي منه * على تلك المشاهد بالولي وأكسو عاتق الأيام منها * حبائر كالرداء العبقري حسانا لا أريد بهن الا * مساءة كل باع خارجي يضوع لها إذا نشرت أريج * كنشر لطائم المسك الذكي كأنفاس النسيم سرى بليلا * بهن ذوائب الورد الجني لطيبة والبقيع وكربلاء * وسامراء تغدو والغري وزوراء العراق وارض طوس * سقاها الغيث من بلد قصي فحيا الله من وارته تلك * القباب البيض من حبر نقي وأسبل ثوب رحمته دراكا * عليها بالغدو وبالعشي فذخري للمعاد ولاء قوم * بهم عرف السعيد من الشقي كفاني علمهم اني معاد * عدوهم موال للولي 897:
محمد بن عبيد الله بن علي بن الحسن بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع الحسيني البلخي توفي سنة أربعمائة ونيف وخمسين.
من شعره قوله:
أراني من قوم إذا ما تنمرت * ليال تلقوا صرفها بالتنمر قدامى الورى في كل يوم تقدم * صدورهم في كل يوم تصدر بقرباهم قد ساد كل خليفة * وبالامر منهم ساد كل مؤمر بنى الله فوق الساريات بيوتهم * بأحمد المحمود ثم بحيدر مقلبنا كف الوصي وحجره * وموضعنا دار النبي المطهر وقوله:
يا طيب نفح النسيم في سحر * عرج على طيبة بتغليس وزر بقيعا بما تجود به * رسما من الدين جد مطموس وأغزر بها في الغري رازمة * تمزج اضحاكها بتعبيس وطف بها في الطفوف مدلجا * وحيها ضحوة بتشميس واقصر ببغداد من أزمتها * ترد صداها بطول تعريس وخص سامرة بمرتجس * يشوب تطبيقه بتبجيس وازحف إلى طوس واقض محتبسا * حقوق ذاك الغريب في طوس مراقد روحت مشاهدها * برحمة نورت وتقديس 898:
محمد بن عبيد الله بن أبي غالب الزراري أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الطاهر الزراري ولد في قصر عيسى ببغداد يوم الأحد لثلاث خلون من شوال سنة 283 كما ذكره جده في رسالته اليه.
قال النجاشي: كان أديبا وهو ابن أبي غالب، له كتاب فضل الكوفة على البصرة وكتاب الموشح وكتاب حمد البلاغة. أقول هو ابن يا بن أبي غالب لا ابنه لصلبه فأطلق الابن على الحفيد وهو شائع وهو الذي كتب له أبو غالب الرسالة في آل أعين قال في تلك الرسالة مخاطبا له: ولما صلح أبوك لسماع الحديث وسلوك طريق أجدادي رحمهم الله جذبته إلى ذلك فلم يجذب وشغله طلب المعاش والبعد عن مشاهدة العلماء عن العلم وعلت سني فآيست من الولد وبلغ أبوك سبعا وثلاثين سنة ولم يرزق ولدا ورزقني الله جل وعز الحج ومجاورة الحرمين سنة فجعلت كدي وأكثر دعائي في المواضع التي يرجى فيها قبول الدعاء أن يرزق الله أباك ولدا ذكرا يجعله خلفا لآل أعين ثم قدمت العراق فزوجت أباك من أمك ففضل الله جل وعز أن رزقناك في أسرع وقت ومن بان جعلك سوي الخلقة مقبول الصورة صحيح العقل إلى أن كتبت إليك هذا الكتاب وقد خفت أن يسبق أجلي ادراكك وتمكنك من سماع الحديث وتمكني من حديثك بما سمعت من الحديث وأن أفرط في شئ من ذلك كما فرط جدي وخال أبي رحمهما الله إذ لم يحدثاني إلى سماع حديثهما مع ما شاهداه من رغبتي في ذلك ولم يبق في وقتي من آل أعين أحد يروي الحديث ولا يطلب العلم وشححت على اهل هذا البيت الذي لم يخل من محدث أن يضمحل ذكرهم ويدرس رسمهم ويبطل حديثهم من أولادهم وقد بينت لك آخر كتابي هذا أسماء الكتب التي بقيت عندي من كتبي وما حفظت اسناده وتيقنت روايته فإن كان قد غاب عني شرحت لك ممن سمعت ذلك وأجزت لك خاصته روايتها عني على حسب ما أشرحه من ذلك عند ذكر اسمها وأجزت لك ما عندي من الكتب القديمة وذكرت لك ما منها بخط جدي محمد بن سليمان رحمهما الله وما فيها بخط من عرفت خطه وما جددت لك من الكتب التي خلفت وجعلت جميع ذلك عند والدتك وديعة لك ووصيتها أن تسلمها إليك إذا بلغت وتحفظها عليك إلى حين علمك بمحلها وموضعها أن حدث الموت قبل بلوغك هذه الحال فان حدث بها حدث قبل ذلك أن توصي بها من تثق به لك وعلمك فاتق الله جل وعز واحفظ هذه الكتب فان منها ما قرئ على عبد الرحمن بن أبي نجران سنة 227 وهو كتاب داود بن سرحان ومنها ما قرأه جدي محمد بن سليمان على محمد بن الحسين بن أبي الخطاب في سنة 257 وتاريخ ذلك في أواخر الكتب فاروها عني حسبما رسمته لك وتوخ سلوك طريقة أجداد أبيك رحمهم الله وتقبل أخلاقهم وتشبه بهم في أفعالهم واجتهد في حفظ الحديث والتفقه فيه وواظب على ما يقربك من الله عز وجل واعلم أنه ما أسن أحد قط الا ندم على ما فاته من التقرب إلى الله جل وعز بطاعته في شبيبته وعلى ما دخل فيه من المحظورات في حداثته حين لا تنفعه الندامة ولا يمكنه استدراك ما فاته من عمره وأصحب مشائخ أصحابك ومن تزين صحبته بين الناس وأن صحبت أحدا من أترابك فلا تدع صحبة المشائخ مع ذلك أجاب الله فيك دعوتي وأحسن عليك خلافتي وأن رزق الله عز وجل الحياة ومد في الاجل إلى أن تكتب عني ما أمليه عليك وتحفظ ما