وإذ كل أيام الكثيب نواعم * إلا حبذا عهد الكثيب وناعم من العيش مجرور الذيول لبسناه وحيا رياضا دبج الوصل زهرها * وأصفى الهوى العذري للورد غدرها ليالي ولتنا الخلاعة أمرها * ليالي عاطتنا الصبابة درها فلم يبق منها منهل ما وردناه تمادى على العاني المتيم أسرهم * وطال ولا وصل يرجيه هجرهم صحا من عدا ضري وبلواي ضرهم * وبالجزع حي كلما عن ذكرهم أمات الهوى مني فؤادا وأحياه نأوا لا نأوا عني وشط مزارهم * وشبت بأحشائي على البعد نارهم ولما تناءت عن دياري ديارهم * تمنيتهم بالرقمتين ودارهم بوادي الغضى يا بعد ما أتمناه سقى دارهم من كل أوطف مرزم * أجش هزيم ينعش الربع مرهم فيا غيث نب عن دمع صب متيم * وما كنت لولا أن دمعي من دم لأحمل منا للسحاب بسقياه وقال مخمسا هذه الأبيات لابن الخياط الدمشقي أيضا:
هو الرسم ما أبقى لجسمك من رسم * فكم تنطوي فيه على عبرة تهمي فكم ضل ذو حزم برسم على علم * هو الرسن لو أغنى الوقوف على الرسم هو الحزم لولا بعد عهدك بالحزم سقى عهدها من أربع ومنازل * توسمتها عن حقها غير غافل ولكنني من خوف واش وعاذل * تجاهلت عرفانا بها غير جاهل وللشوق آيات تدل على علمي حبست بها والوجد حشو أضالعي * أكتم ما بي خوف ساع وطامع فنمت بأسراري علي مدامعي * فوالله ما أدري أ بوحي نافعي عشية هاجتني المنازل أم كتمي وقفت على ربع لمية خاشع * بقلب إذا لم تدمع العين دامع ومن خوف سر للمحبين ذائع * وقفت أداري الوجد خوف مدامع تبيح من السر الممنع ما أحمي عذيري من طرف أكف شؤونه * فتجري وتبدي من هواهم مصونه عشية أبدى الصب فيها شجونة * عشية جن القلب فيها جنونه ونازعني شوقي منازعة الخصم حكتني نحولا بعدهم وكآبة * رسوم كأمثال الرسوم كتابة أصير جد البين فيها دعابة * أغالب بالشك اليقين صبابة وادرأ عن صدر الحقيقة بالوهم أدار علي البين للوجد أكؤسا * حسا الصب منها ساعة البين ما حسا وقال اصطبر أوفى بهم فالأسى أسى * فلما أبى إلا البكاء أو الأسى بكيت فما أبقيت للرسم من رسم تمثلت أعلام الحمى فتراجعت * نوازع شوق للحمى بي نازعت فما هاطلات السحب حين تتابعت * وما مستفيض من غروب تنازعت عراها السواني فهي سجم على سجم إذا مسحت هام الروابي تكللت * وسدت فجاج الأرض مهما تهللت فليست ولو ما دامت الأرض أسبلت * بأغزر من عيني يوم تمثلت على الظن اعلام الحمى وعلى الرجم ضنى وسهاد دائم وتتيم * وقلب بأجراع الثنية مغرم ألا يا لقومي هل علي لهم دم * كأني بأجراع الثنية مسلم إلى ثائر لا يعرف الصفح عن جرم لقد أنست مني الديار بمثلها * ضني وسهادا إذ نأوا عن محلها أطاف الضنى في حزنها بعد سهلها * لقد وجدت وجدي الديار باهلها ولو لم تجد وجدي لما سقمت سقمي عفت غير وسم من نؤي توسما * وسحم خدود كالفواخت جثما لقد وسمت بالوجد صبا توسما * عليهن وسم للفراق وإنما علي لها ما لبس للدار من وسم عطفت عليها يوم دارة جلجل * بشكوى عليل يشتكي لمعلل براني وإياها الضنا يوم حومل * وكم قسم البين الضنا بين منزل وبيني ولكن الهوى جائر القسم حكى رسم جسمي رسمها وطلولها * عفاء وأحشائي محولا محولها وما كسبيلي في الوفاء سبيلها * منازل أدراس شجاني نحولها فهلا شجاها ناحل القلب والجسم أتاها أتى الغيث ثم أتيتها * فرويتها بالدمع حين رايتها بكاها ولكن لا كما قد بكيتها * سقاها الحيا قبلي فلما سقيتها بدمعي رأت فضل الولي على الوسمي وله تخميس لقصيدة ابن الفارض التي أولها:
شربنا على ذكر الحبيب مدامة * سكرنا بها من قبل أن تخلق الكرم وتخميس لبانت سعاد تركناهما مكنفين بما مر. 689:
المولى صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي القوامي، المشهور على لسان الناس ب الملا صدرا، وعلى لسان تلامذة مدرسته ب " صدر المتألهين أو صدر المحققين.
شخصيته هو من عظماء الفلاسفة الآلهيين الذين لا يجود بهم الزمن إلا في فترات متباعدة من القرون وهو المدرس الأول لمدرسة الفلسفة الآلهية في القرون الثلاثة الأخيرة في البلاد الاسلامية الامامية، والوارث الأخير للفلسفة اليونانية والاسلامية، والشارح لهما والكاشف عن أسرارهما ولا تزال الدراسة عندنا تعتمد على كتبه، لا سيما الأسفار الذي هو القمة في كتب الفلسفة قديمها وحديثها، والأم لجميع مؤلفاته هو.
وكل من جاء بعد من الفلاسفة في هذه البلاد فان فخر المجلي منهم أن يقال عنه أنه يفهم أسرار كلامه أو أنه من تلاميذه ولو بالواسطة ومن الطريف حقا أن نجد أساتذة فن المعقول كما يسمونه يفتخرون باتصالهم به في سلسلة التلمذة. حتى أن بعضهم يبالغ في أسماء أشخاص هذه السلسلة، كالعناية بسلسلة رواية الحديث.
وأكثر من ذلك أن المحقق الحجة الشيخ محمد حسين الأصفهاني 1296 1361 سمعت عنه أنه كان يقول: لو أعلم أحدا يفهم أسرار كتاب الأسفار لشددت إليه الرحال للتلمذة عليه وإن كان في أقصى الديار. وكأنه يريد أن يفتخر أنه وحده بلغ درجة فهم اسراره أو أنه بلغ