ضعفت من البلوى فأية بقعة * حللت بها كانت من الضعف لي وطن ومن طول ما أبكي على كل دمنة * مررت بها عادت رياضا لي الدمن وقال يرثي السيد احمد القزويني جد الأسرة القزوينية الشهيرة في العراق مؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي:
تقادم عهد بالخليط فجدد * ورد على سمعي الحديث وردد مضى ما مضى من نضرة العيش وانطوى * زمان وما عيش لحي بسرمد أروح وأغدو من جواه على جوى * يروح على مر الليالي ويغتدي بقلب على جمر الغضا متقلب * وطرف إذا نام الخلي مسهد وصبر كمنثور الهباء مفرق * ودمع كمرفض الجمان مبدد غرام مقيم واحتمال مزايل * وخد روي بالبكا وحشا صدي عذيري من ماء ونار ترددا * على شبح مثل الخيال مردد إذا اتقدت من حرما اتقدت جرى * ومهما جرى مما جرى تتوقد فلا حرها من مدمع بمجفف * ولا مدمع من حرها بمبرد قضيت بدائي والخليون من أسى * يقولون لا تهلك أسى وتجلد فيا سعد ساعدني فقد كنت مسعدي * قديما وأنجدني فقد كنت منجدي لعمرك ما هاجت لواعج لوعتي * لخولة اطلال ببرقة ثهمد ولا اهل ذاك الخدر لما تحملوا * ولا اهل هذاك الطراف الممدد ولا بت معمود الفؤاد مدلها * ببهكنة تحت الخباء المعمد ولكن شجاني اليوم ناع نعى الندى * فأوحش من فقد الندى ذلك الندي أتى ناعيا لأقرب الله داره * يجوب الفيافي فدفدا بعد فدفد فاضرم في الأحشاء للبين جمرة * إلى الحشر لا تنفك ذات توقد وما زالت الأنباء تفجأ بالردى * ويأتيك بالاخبار من لم تزود تقلص ظل المجد وأغبر ربعه * وأقفر نادي الحمد من بعد احمد مضى الخضرم الغطريف لا العيش بعده * بغض ولا روض الشباب بأغيد تولى فلا عين المعالي قريرة * عليه ولا خد الندى بمورد ولا الجود ممدود الرواقين ظله * ظليل ولا ناديه من بعده ندي بكته محاريب العبادة وارتدى * عليه بأثواب الشجى كل مسجد وحنت صلاة الليل لما تذكرت * تهجده أفديه من متهجد وأمست رسوم العلم عافية الصوى * تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد تولى حميدا وهو في دار غربة * شهيدا من الأملاك طرا بمشهد لئن غاب عنه الغر من أوليائه * لما غاب عنه الغر من آل احمد وإن جردوه من ثياب يزرها * فما هو من ثوب العلى بمجرد وإن شط عن آبائه فهو بينهم * مقيم فلم تشحط نواه ويبعد لقد نقلته نحوهم فهو راقد * ملائكة الرحمن في خير مرقد كما قد رآه المرتضى في عصابة * من العلماء الغر في خير مشهد يجدد عهدا في زيارة جده * علي فيا طوبى له من مجدد فقال امرؤ منهم أ لم يك قد قضى * وذا قبره فليفتقد فيه يوجد الا فاكشفوا عن ذا المكان صفيحة * تروه دفينا في صفيج منضد فأهوى إليها ثم مقتلعا لها * فألفوه ملحودا بأكرم ملحد فيا لك بشرى عجلت غير ما له * أعد من الاجر المضاعف في غد فقدنا العلى والمجد يوم افتقاده * ومن يفتقده للمكارم يفقد فلا غرو إن عاصيت في النوح عاذلي * وخالفت في الحزن الطويل مفندي فلم تجد الخنساء من بعد صخرها * كوجدي ولا الشماخ بعد مزرد فيا عبرتي جردي ويا زفرتي اصعدي * ويا مهجتي ذوبي ويا سلوتي أبعدي ولولا عزائي بالمرجى إذا التوت * خطوب أثابت كل كهل وأمرد قضى الرزء في اليوم شر قضائه * وقامت بيأس عن وسادي عودي هو السيد المهدي من بجينة * ونور هداه ساطع النجم يهتدي فتى عود النفس السماحة والندى * وقال لها جودي بما ملكت يدي فتى شاد بيت المجد عال دعامه * ولولا علاه لم يكن بمشيد فتى أحرز المجد الأثيل وراثة * تورثها من جده الطهر احمد بنى داره للضيف شامخة الذرى * فيا داره إن شئت للنجم فاصعدي فشكرا لرب خصني بوداده * وانجز لي فيه كما شئت موعدي أساغ على رغم العواذل مشربي * وأصفى على كيد الحواسد موردي وأنجح من قبل السؤال مطالبي * وما أخرت حاشا علاه إلى غد فكم نعمة تمت بها منه نعمتي * وكم من يد من جوده ملأت يدي فيا ابن النبي المصطفى ووصيه * تعز وإن عز العزا وتجلد تأس بآباء كرام تقدموا * إلى المجد من آل النبي محمد تقسمهم صرف الردى فأبادهم * فمن منهم نائي المزار ومنجد وما أحد من بعد أن اقصد الردى * نبي الهدى في دهره بمخلد وجدد فدتك النفس صبرا مجددا * على ذا المصاب الدائم المتجدد وجد غير مأمور على ولده وعد * عليهم بما عودتهم من تودد وأضف عليهم برد عطفك وافترش * لهم ارض مجد من علاك ومهد وسددهم منا بتسديدك الذي * متى علقت كف امرئ فيه يرشد فأنت لهم ما دام فيهم أبوهم * أب إن سطا دهر يجور ويعتدي وأنت لهم من بعده خلف له * وهم خلف عنه بهديك يهتدي الا يا بنية حسبكم من أبيكم * أب بنداه ينقع الأمل الصدي فقوموا له بالأمر والنهي تسعدوا * ومن يتعلق بالسعادة يسعد وجدوا إلى كسب المعالي وجددوا * مآثر ما طال المدى تتجدد سقى جدثا وارى معاليه رائح * من المزن محلول النطاقين مغتدي ولا زالت الأملاك تغشاه بالسنا * فمن ركع تنهى ثناها وسجد ولا زال ريحان من الله عائد * عليه وروح مثلما عاد يبتدي مضى لا مضى والحزن عم به الورى * وساء البرايا من مسود وسيد تنوح عليه الإنس في كل موطن * وتبكي عليه الجن في كل مشهد وأهل الكساء الخمس وافوا وأرخوا * لقد ثلم الاسلام من فقد احمد وفي هذا التاريخ فذلكة وهي إضافة خمس اليه مشار إليها بقوله وأهل الكساء الخمس وافوا وقال راثيا السيد مرتضى ابن السيد محمد الطباطبائي والد السيد مهدي بحر العلوم وقد توفي سنة 1204 ومعزيا عنه ولده المذكور وفيها تضمين شطور من لامية العجم.
ليس الوقوف برسم دارس الطلل * يشفي من الوجد أو يطفي من الغلل كلا ولا وقفة بالربع ثانية * يدب منها نسيم البرء في عللي عدت علي عواد لو رمت جبلا * بما رمتني لهدت ذروة الجبل فلا ملام إذا ما خانني جلد * مالي بعادية الأيام من قبل كم قد ثنيت النوى جهدي فما ثنيت * لم يثن كيد النوى كيدي ولا حيلي أحال نضرة أيامي وأبعدني * عن طيب عيشي وأدناني إلى أجلي خطب أناخ على الدنيا بكلكله * حتى رمى أهلها بالحادثات الجلل فما خلا ابدا من همه أحد * فما ترى رجلا الا على وجل لا در در الليالي كم تكر * على علاتها في العلى بالخيل والرجل فكم وكم صوبت للسعد من قمر * عال وكم ضعضعت للمجد من جبل