وأنت ما زلت مزدادا إلى شرف * جمعته شرفا في كل ابان العيد كم عاد في الدنيا بسيئة * ولم تزل عائدا فيها باحسان العيد يثنيه عيد في فضيلته * وأنت في الفضل فرد ما له ثاني وكيف يختص باسم العيد منفردا * بالفضل من سائر الأيام والشأن وكل ما مر من يوم بطلعتك العيد * الجديد برعم الحاسد الشانئ أن نال فضلا فمن شهر تقدمه * وأشهر أخرت عنه وأزمان وأنت سدت بنفس منك كاسية * بالحمد عارية من كل نقصان ونلت ما نلت عن جد ومجتهد * ضما إلى شرف من آل عدنان ونسبة برسول الله معرقة * حطت برفعتها أعراف كيوان العيد أصبح عيدا بالورود على * علياك لم يثنه في حالة ثاني فنال ما نال من قدر ومنزلة * وكم سما برفيع القدر من داني ليس المفضل لم يدرك حقائق ما * له من الفضل في قاص وفي داني مثل المفضل عن علم ومعرفة * وشوق قلب إلى العلياء ولهان فكيف نقرنه بالفضل منك وما * له الذي لك من قدر ومن شان لكن يرقونه عن قدر رتبته * ظنا بأنكما في الفضل مثلان لذاك قالوا وأرخنا مقالتهم * مولاي فيك لنا ذا اليوم عيدان وكان السيد مهدي في زيارة أئمة سر من رأى وذلك في أيام الربيع فقال السيد:
وأضحكت الخضراء غبراء ارضها * فمغبر وجه الأرض بالنبت مخضر وأحب ان يدمج هذا البيت في ضمن أبيات تتضمن وصف تلك الرياض وتنطوي على كشف اسرار بهجة تلك الغياض فقال المترجم:
رد الروض لا تبعث على الروض رائدا * فقد كلل الأقطار بالزهر القطر وعجها بسامراء فالنجم ناجم * بها وأريض الروض وشعه الزهر وأضحكت الخضراء غبراء ارضها * فمغبر وجه الأرض بالنبت مخضر كان نجوم الزهر في جنباتها * وقد فتقت أكمامه أنجم زهر وقد ضاع نشر المندلي مع الصبا * فلا فطر الا قد أضيع به قطر وطاب شذا الدنيا كان بعثت به * إليك من المهدي أخلاقه الغر فتى عشق العلياء عاشقة له * خليلا صفاء ما لوصلهما هجر فحدث عن البحر الخضم ولا اني * فلا حرج فيما اتيت ولا نكر تدفق لي والدهر هيمان سيبه * فلا اختشي ظما ومن حولي البحر وشاهدت ربع الجود ما عنه حاجب * يصد وباب العرف ما دونه ستر سأشكر لا اني أجازيه نعمة * بأخرى ولكن كي يقال له شكر واذكر أيامي لديه وطيبها * وآخر ما يبقى من الذاكر الذكر وكان مع السيد مهدي جماعة من اهل العلم والأدب مشيعين لوالده لما توجه إلى كربلا وقد طاب سفرهم به حتى لم يجدوا مشقة فابتدر المترجم قائلا في ذلك:
وركب دعاهم خلوص الهوى * إلى سفر ضم منهم كراما دعتهم لنيتهم خدمة * لمولى سما في المعالي مقاما هو الشهم مهدي هذا الزمان * فتى قام فيه الهدى واستقاما فتى جمع الله فيه الهدى * كما جمع الله فيه الأناما أتانا زمان مغيب الامام * فكان لنا حين غاب الإماما إذا سار سار الندى حيث سار * أجل ويقيم الندى ان أقاما أطافوا به كنجوم السما * أطافت ببدر أصابت تماما تهاووا عليه فراشا رأى * سراجا ولكن أصابوا سلاما سروا يخطبون الربى والوهاد * ويطوون غوط الفلا والآكاما فطورا صعودا وطورا هبوطا * وطورا مقيلا وطورا لماما نشاوى يميلون فوق الرحال * وما عرفوا غير شوق مداما تصافوا هوى وتساووا وفي * وكل عن الكل بالحق قاما كفاهم من السير وعثاؤه * هوى كلما انآد ود أقاما تراهم وقد سافروا حاضرين * كان لهم في الفيافي مقاما فلم يدر فرضهم في الصلاة * أقصرا يؤدونه أم تماما ولما أفاضوا لأوطانهم * وكل بدار علاه أقاما وأوحش كل أخا وده * وان تخذ القلب منه مقاما وعانوا اذى السير حال الحضور * وكل بكل من الشوق هاما تشابه فرضهم في الصلاة * واعيا جميع البرايا مراما وفي الحضر القصر كان الوجوب * وفي السفر الفرض كان التماما وقال يمدح السيد مهدي مؤرخا عام وروده من الحج:
أعيد من الحمد المضاعف ما أبدي * واهدي إلي المهدي من ذاك ما أهدي وليس الهدايا قدر من أهديت له * ولكنها تأتي على قدر المهدي ولو انني أهديت ما ينبغي له * لسقت له ما في المثاني من الحمد على أن ذا في ذاك تحصيل حاصل * ولكن ذا جهدي وغاية ما عندي بدا للهدى بدرا يجلي دجى العمى * وحسبك بدرا من ظلام العمى يهدي له نسب في آل احمد معرق * كمنظوم عقد الدر ناهيك من عقد هم القوم ماز الله فيهم عباده * فبين هدى منج وبين هوى مردي هم القوم لطف الله يرجى بلطفهم * وليس ينال الرشد الا من الرشد أساريره تبدو سرائر قدسهم * عليها وللآباء ستر على الولد تأخر عنهم لا لنقص يرده * عن السبق حاشاه عن النقص والرد ولكن أتى من بعد أن قد تكاملوا * عديدا وكم في ذاك من شرف عد لكيلا يجور الناس عن قصدهم به * غلوا به والله يدعو إلى القصد وكيلا يقولوا وهو اهل لقولهم * بعصمته لولا مجاوزة الحد على أنه لم يجتمع قط نائب * لنا ومنوب عنه من سالف العهد وكم فيه سر للإله محجب * أبى الله ان يبدو فمن ذا له يبدي به الغيبة الكبرى تجلى ظلامها * وأشرق في آفاقها قمر السعد وأعشب واديها ورفت رياضها * وأوراقها عادت لأغصانها الملد وسار على اسم الله سيرة صاحب * الزمان لبسط العدل والهدى والرشد ولولا سمات عندنا قد تميزت * لمعرفة المهدي قلنا هو المهدي عطاء بلا من حباء بلا اذى * سحاب بلا رعد سخاء بلا وعد حقائق يخفيها وتبدو فحسبها * ظهورا لها ان الاله لها مبدئ سما الزهد أعلى رتبة بانتسابه * اليه فما في الزهد إذ ذاك من زهد ولولا علوم بثها لاغتدى الورى * بحالك ليل من دجى الجهل مسود أضاق فسيخ القول غامض كنهه * فما ذا عسى يبدي المقال بما يبدي وكيف يحيط الواصفون بنعت من * له سؤدد عد يجل عن العد وقالوا غلا في المدح فيه وعنفوا * ولاموا لو أن اللوم في مثله يجدي ولو أنصفوني فيه قالوا مقصر * ولا قصر في باعي ولكن ذا جهدي ولو أن لي في كل عضو لمدحه * لسانا يبث الحمد قل له حمدي تعالى به جدي وطالت به يدي * وقام به حظي ودام به سعدي