ونزح المترجم أواخر أيامه عن قزوين واستوطن كربلاء ومات بها، وقد اختلفت الروايات في تاريخ وفاته ولكنه عثر مؤخرا بين مخلفات ابنه الأرشد ووصيه الميرزا عبد الوهاب باللغة الفارسية ما يفيد ان والده المترجم توفي غروب الجمعة 27 جمادي الثانية سنة 1271 فجأة عند ما كان واقفا عند ضريح الإمام الحسين ع من جهة الرأس رافعا يده إلى السماء خاشعا متضرعا... فحمل إلى داره ثم شيع جثمانه بعد غسله ودفن جنب الشباك المحاذي لناحية رأس الامام ع في الرواق الغربي.
كان المترجم من المؤلفين فقد ألف أكثر من 25 كتابا في مواضيع مختلفة وكلها مخطوطة عدا الجزء الأول من تفسيره الذي أشرت اليه في البداية وله من المصنفات: كنز الواعظين في مقاتل العترة عليهم السلام بالعربية بأربعة مجلدات. وكنز الباكين في الموضوع نفسه باللغة الفارسية في مجلدين. ومصباح الجنان في تفسير القرآن في مجلدين مفتاح الجنان في حل رموز القرآن في ثمانية مجلدات المسمى بالتفسير البرغاني ومخزن الأبرار في أصول الدين مجلد واحد. وبدائع الأصول والحكم والدرر وشرح لألفية لابن مالك، وكنز المعادن في دعوات واعمال شهر رجب إلى ذي الحجة بالفارسية. وفن الفقاهة ونجاة المؤمنين في معارف الذين بالفارسية ومسك النجاة بالفارسية.
وقد خلف المترجم خمسة أولاد. وأحفاده اليوم منتشرون في طهران وقزوين وكربلاء والنجف. كما أنه كان والد قرة العين التي لعبت دورا رئيسيا في ترويج البهائية. وقد ترك المترجم أوقافا كثيرة في قرى ومزارع ودور وبساتين وحوانيت في كل من كربلاء والنجف وقزوين أوقفها مع ريعها على المدارس الدينية والمساجد التي أقامها في حياته في كل من قزوين وكربلاء.
وكانت له مكتبة عامرة بالكتب الخطية النادرة لا زالت بعض كتبها باقية لدى ذريته 803:
المولى محمد صالح التربتي.
اصله من تربة بلد من بلاد إيران توفي سنة 1246 ودفن بمقبرة قتل كاه.
بعد تحصيل العلوم الشرعية وتكميلها في العراق اختار المجاورة بالمشهد المقدس الرضوي. 804:
المولى محمد صالح بن محمد سعيد الخلخالي تلميذ المولى محمد صادق الأرجستاني.
توفي سنة 1134.
له رسالة في معرفة الله ومعرفة النفس وله العروة الوثقى. 805:
الشيخ محمد صالح بن علي بن قاسم بن محمد بن أحمد بن علي بن حسين بن محيي الدين بن حسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن محمد المكنى بأبي جامع الحارثي الهمداني النجفي.
توفي سنة 1322.
كان فاضلا أديبا شاعرا مجيدا ظريفا حلو النادرة رأيته يحضر درس الفقيه شيخنا الشيخ محمد طه نجف في النجف الأشرف.
فمن طرائف شعره قوله يخاطب بعض العلماء:
راح ثوبي ولباسي * أنت تاج فوق رأسي كل من عاداك عندي * في البرايا كمداسي أنت ان تنس جميلا * منك اني غير ناسي أنت غوث وغياث * وعطوف ومواسي أنت بحر الجود طام * جبل في العلم رأسي ورفيق وشفيق * ورقيق غير قاسي ومنيل وجميل * وجليل ذو أساس أكسني حلة صيف * ما أرى غيرك كاسي كم بدا غيرك شخص * يزدري شم الرواسي خلته بارق تبر * فبدا برق نحاس ماطلا موعد فضل * لابسا ثوب التباس سد كل الطرق حتى * سد لي طرق نعاسي ان مددت كف فقر * مد لي كف اياس قد أناخ الهم عندي * زمن صعب المراس ولصرف الهم عندي * في الحشى جرح المواسي قد خلا كاسي وكيسي * فاملأن كيسي وكاسي علم الاسلام سمعا * نظم شعري في اقتباسي كيف لا أحسن مدحا * مع اني بو نواس جئت أشكوك زمانا * قل فيها من يواسي ما أرى في الدهر الا * ممسكا للفضل ناسي دم لنا في الدهر حصنا * مانعا من كل ياس وله يخاطب بعض العلماء أيضا:
أيها العالم سمعا * من فتى يرعى ولاكا لم يزل يلهج شكرا * ناشرا فضل نداكا ما بد تنهل فضلا * في الورى الا يداكا قال والحق ثقيل * يوقر السمع انتهاكا حجة الاسلام اسم * ما له معنى سواكا وقال يمدح السيد محمد ابن السيد محمد تقي آل بحر العلوم الطباطبائي ويهنئه بقدومه من سفر:
أيقظني وامض برق لمعا * من لعلع سقى الغمام لعلعا وزار معتل الصبا ربعا به * لا زال مخضر الجناب ممرعا من منزل للانس كان منزلا * واربع للهو كانت مربعا ذكرني مر الصبا بها الصبا * من بعد ما ولى الصبا وودعا دعا إلى رد لييلات النقي * بعد الثلاثين وما تورعا ليس الصبا براجع وفرحتي * للعلوي المحض لما رجعا اهلا به ومرحبا من قادم * اضحى به روض الأماني ممرعا قدمت خير مقدم يا من به * شتات شمل المكرمات جمعا محمد سليل أرباب العلى * وخير من بالمجد قد تلفعا قد كان من بحر العلوم لجه * وخيره ريا وأحلى مشرعا