فيا دعاة سلام خادع حبكت * معسولة من زعاف المكر أفكار ويا حماة مشاريع منمقة * مبهرجات لها بالزيف آطار لن يبلغ الفتح مشلول القوى صعق * ولن يطول لشاو المجد خوار شر الهزيمة أن نعطي لمحتكم * يدا وجان على الأشلاء يمتار والحرب أهون أعباء وان ثقلت * منها على المجد أعباء واخطار فان هزمنا فشرع الحرب من قدم * كر وفر وإقبال وإدبار وإن هزمنا فنبل في مضاربنا * منه ازدهت بالفتوح النجب أدوار ومن قصيدة له في فلسطين:
يا فلسطين... وهل يحلو لنا * بعد أن ضرجك العار غناء لم نزل لعق من آلامنا * ما به يصعب للجرح شفاء الشعارات ضباب خلفه * يصطفي للمطمع الغر خباء أحرف جوفاء كم راح بها * يتغنى للفتوح الشعراء طالما صفقت الأيدي لها * طربا واهتز للحلم رجاء خدعوها أمة ما نكبت * لو رعى درب علاها الأمناء سلبوها مجدها وانتهبوا * فيئها وانتهبوها وأساؤوا وأدلللوها علينا دولا * يحكم الأمة فيها الخلطاء ذنب يصرع منهم ذنبا * وهم في شرعة العذر سواء بعثروا الطاقات هل من أجلنا * أم لأطماع لهم فيها امتلاء انها سخرية أن تنطلي * خدعة هل آمنت بالذئب شاء يا فلسطين ولا يجدي البكاء * فثبي يحتم للنصر قضاء وزني الخطو فقد يعثر من * زلة فيها انخذال وانطواء وارقبي المسرى و لا تأتي فقد * يلغز المسرى عليك الدخلاء إنهم في الدرب ما زالوا ومن * همهم أن يجهد الركب عناء عبئ منا القوى والتحمي * بالمنايا الحمر وليصمد إباء فجري الطاقات من مكمنها * وانشريها يلهب الأرض اصطلاء إننا نار وإعصار إذا * ضامنا في غمرة الجلي بلاء فألهبي معركة الحق فان * خلصت يهتف بالنصر دعاء وله:
ذكرياتي هبي على خاطري * رحماك فالليل في مداي شديد وأعيدي علي من صور الماضي، * أماس غشت رؤاها العهود فانا هاهنا بمنأى قلب * موحش يستبد فيه الشرود غربتني عن واقعي وبلادي * غاية دونها الصراع العنيد طلبتها نفسي صعودا مع * المجد ليسمو بها غد محمود فبها لي مضمار جد وشوط * يحتويني به جهاد بعيد وطموح يزاحم النجم في المرقى * سموا حيث الخلود المجيد فحقيق بالطامحين إذا ما * طلبوا المجد غربة وصدود إن من يطلب العلا لم يضره * لوعة مرة وجهد جهيد وله:
خيالك يا أم في مقلتي * طيوف تهز بقلبي الشبابا وتلهب في اختلاج الحنين * فيغتصب الدمع عيني اغتصابا ولم لا وأنت ضمير الحياة * تفجر في جانحي التهابا فكم نظرة لي من مقلتيك * بها الحب غنى اللحون عذابا تلمستها بدمي رعشة * تكهرب قلبي عليها وذابا وللحب معنى رقيق السمات * سوى الأم لم يدر منه اللبابا 531:
السيد محمد بن جويبر بن محمد الحسني المدني ذكره السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني في كتابه في الأنساب الذي وجدناه بخطه في طهران فقال كان نبيها محدثا مدققا محيطا بأقوال العلماء وخلافاتهم. 532:
الشيخ محمد نجيب مروة ابن الشيخ باقر ابن الشيخ محمد حسين الشهير بالحافظ.
ولد في قرية الزريرية حوالي سنة 1299 وتوفي سنة 1376 في قرية عيثا الزط من جبل عامل ودفن فيها.
نشأ وترعرع في قرية سلعا العاملية فما دخل مدرسة ولا قرأ عند معلم، غير أن والدته علمته مبادئ القراءة والكتابة، اما والده فكان مشغولا عنه بأسفاره الكثيرة، ولما شب تتبع الكتب والشيوخ فأتقن اللغة وقواعدها وسلك طريق الشعر الفكاهي حتى غدا علما فيه.
ولقد كان محدثا طلق اللسان ورواية متقنا يحفظ الكثير من الأخبار والنوادر ويرويها بأسلوب شيق مما جعل الناس على اختلاف طبقاتهم يتشوقون إلى مجالسته ويتسابقون إلى الاستمتاع بأحاديثه وأشعاره، على أنه في مواقف الجد يكون في شعره جادا صارما كما سترى في قصيدته الفلسطينية الميمية الآتية وفي هذه الأبيات التي نظمها ابان اشتداد المظالم التركية في الحرب العامة الأولى مخاطبا العرب:
الا فليفق بعد الرقاد وينثني * إلى الحرب من غلمانكم كل نائم فحتى متى هذا القعود وقد سقت * بنو الترك من أوداجكم كل صارم وحتى متى ترضون بالضيم والعدى * تروح وتغدو بينكم كالأراقم وحتى متى تغدون في كل وجهة * وتمسون في ذل من العيش دائم أما آن ان تأبى الهوان نفوسكم * فعيشكم بالذل عيش البهائم فكم غالت الأتراك منكم أماجدا * أولي عزمات كالليوث الضياغم غدوا بين مقتول بغير جناية * وبين طريد للخمول ملازم رحلاته وأسفاره كانت أولى رحلاته إفريقيا الغربية سنة 1932 م هجرة محفوفة بالأخطار، ومليئة بالمغامرات وكان مما نظمه عن هذه الرحلة قوله:
لما رأيت بلادي * بلاد فقر وفاقة والدهر أخنى عليها * مذ لازمته الحماقة والضيم القى عصاه * فيها ومد رواقه غادرتها إذ ليس لي * على المذلة طاقة وقد كثرت رحلاته بعد الرحلة الإفريقية. ولكنها كانت رحلات قريبة تجول بها في سوريا وزار الأردن ومصر وفلسطين.
آثاره ومؤلفاته من مؤلفاته المطبوعة: كتاب الروض الزاهي في الأدب الفكاهي الذي يحتوي على جانب كبير من انتاجه الأدبي، وعلى كثير من النوادر الفكاهية والطرائف. وكتاب ثمرات الاسفار الذي يتضمن وصفا للقوافل البشرية التي كانت تتدفق من المدن والقرى اللبنانية على حمامات