فلا غرو إن لم يعودوك إذ * مرضت فمن حقهم أن يعادوا وله في المعنى:
لقد مرض الناس لما مرضت * وما كان ذلك بدعا جليلا حللت من العالمين القلوب * فلا شخص الا وأمسى عليلا وأنشده في ذلك:
وقالوا أصابته وحاشا علائه * قشعريرة من ذلك الالم الطاري أ ما علموا أن تلك من قبل عادة * تعودها مذ كان من خشية الباري وفيه له:
لقد مرضت فأضحى الناس كلهم * مرضى ولولاك ما اعتلوا ولا مرضوا ومذ برئت من الاسقام قد برؤوا * فمنك في حالتيك البرء والمرض وكتب إلى شيخه السيد صادق الفحام:
يا أديبا على الفرزدق قد شاد * باحكام نظمه وجرير وبسر الحديث آثره الله * فأوفى على علا ابن الأثير وبعلم اللغات فاق كثيرا * من ذوبها فضلا عن ابن كثير بك روض الآداب عاد أريضا * ذا غدير يروي الظماء نمير حجج قصر ابن حجة عنها * ودجى ليلها على ابن منير حلم قيس وأحنف نجل قيس * طلت فيه الورى ورأي قصير خلق كالرياض دبجها الطل * بند فعبرت عن عبير ومزايا لو رمت احصاء ما أوليت * منها لم أحص عشر العشير فقليلي ولو حرصت سواء * حين أسمو لعدها وكثيري قد تجشمت خطة لو سما الطرف * إليها لرد اي حسير عالما انني وإن طال مدحي * وثنائي عليك ذو تقصير فكتب السيد صادق الفحام في جوابه:
أيها الناقد البصير ولا فخر * فما كل ناقد ببصير والمجلي لدى السباق إذا صلت * جياد المنظوم والمنثور والذي قد طوى بنشر بديع النظم * ذكر الطائي دهر الدهور وغدا ابن النبيه غير نبيه * وتحامى البصيرة البوصيري يا معيد الذماء من بارع الآداب * بعد انطماسه والدثور وجوادا للسبق جلى أخيرا * فشأى كل أول وأخير كيف قلدت في نظامك من لم * يك في العير لا ولا في النفير وعزم السيد محمد ابن السيد زين الدين على الحج فشيعه السيد صادق الفحام في رهط من العلماء وتقدم السيد الفحام فالبسه عمامة الطراز الأخضر مضيفا إليها حلالية وهي الكوفية دسمالا وكان ذلك سنة 1183 فأنشأ الشيخ محمد رضا النحوي يقول:
سعى ليحج البيت أكرم من سعى * فبورك من ساع لتلك المعالم وطافت بنو الآداب عاكفة فمن * مزامل سامي ركبه وملازم ومن حامد منه المساعي وشاكر * ومن ناثر اثنى عليه وناظم وزر عليه السعد إزرار سالم * وأضفى عليه المجد أثواب غانم وها هو ذا الكاسي كساء من التقى * كابائه اهل الكساء الخضارم حلالية زانت طرازا وزانها * ودسمال عز من لبوس الأكارم حمين ثلاثا فاتفقن بداهة * على الحال تاريخا ثلاث عمائم وله في قدوم الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء من الحج سنة 1219:
قدم الحجيج فمرحبا بقدومه * لقدوم من شرع الهدى بعلومه هو جعفر من كان أحيا مذ نشأ * من دين جعفر عافيات رسومه مأمونه في سره وأمينه * في شرعه ورديفه في خيمه وافوا كأنجم أسعد مذ أحدقت * بالبدر أو كالزهر عند نجومه وردوا الغري فطال إذ وردوا السما * بقدومهم إذ كان عند قدومه وتود أن لو أبدلته بدرها * عن بدره ونجومها بنجومه علما بنقص بدورها في أفقها * ومغيب أنجمها خلال غيومه وتيقنا أن ليس ينقص نورهم * والله أمضى الامر في تتميمه حث الرواسم للحجاز ولم تزل * مشتاقة لوجيفه ورسيمه كالغيث كل تنوفة ظمآنة * لغزير وابل ودقة وعميمه وسعى لحج البيت وهو الحج في * تحليله المعهود أو تحريمه وبمروتيه وركنه ومقامه * وبحجره وحجونه وحطيمه ودقيقه وجليله وكثيره * وقليله وحديثه وقديمه رفعت قواعد حجر إسماعيله * فيه وقام مقام إبراهيمه وبه الصفا لقي الصفا وتأرجت * ارجاء مكة من أريج نسيمه وغدت ينابع زمزم وكأنما * مزجت لطيب الطعم من تسنيمه اهدى السلام إلى النبي وما درى * أن النبي بداه في تسليمه جزل العطاء فمن ينخ آماله * بشريف طبع من علاه كريمه ينخ الرجاء بباب غير منهنه * من أم جدواه ولا محرومه طبعت خلائقه على محمودها * والطبع ليس حميده كذميمه اما المقال فدق في منثوره * عن كنه معناه وفي منظومه فليقتنع ذو اللب في تبجيله * بمديح خالقه وفي تعظيمه ليس المديح يزيد في تشريفه * شرفا وليس يزيد في تكريمه وإن ادعى أحد بلوع ثنائه * بنثير در صياغه ونظيمه فانا الذي سلمت اني عاجز * ونجاة نفس المرء في تسليمه لكن عام قدومه أرخته * قدم السخا والمجد عند قدومه وارسل اليه الشيخ جعفر هدية وكتب معها:
عذر الحقير إذا قلت هديته * إن الهدايا على مقدار مهديها فكتب اليه الشيخ محمد رضا:
وافت هديتك الغراء حاملة * شذا نسيمك يذكو في مطاويها وأعربت عن صفايا الود منك فيا * طوبى لنفس لصفو الود تصفيها فجل مقدارها عند المحب كما * قد جل بين الورى مقدار مهديها وجاوزت قدر من وافت وقد عدلت * إذ كنت مهديدها الدنيا وما فيها وقال مهنئا السيد مهدي بعيد الفطر سنة 1210 مولاي فيك لنا ذا اليوم عيدان * ثانيهما أول والأول الثاني وما عليك له في السبق سابقة * ما آدم ورسول الله سيان العيد يوم وثانيه وثالثه * وأنت في كل آن عيدنا الآني العيد ذا فضله المعهود فيه بلا * زيادة يتحراها ونقصان