أكثر ما أنست بحديثه وتأثرت بخطرات ذهنه، ويا للروح الخفيفة الشفافة تبدو في سرد مطلع حياته وزمان طلبه سردا طريفا سائغا لذا قال عنه أنه من باب الأحماض مع أنه من لب تاريخ البلاد وتطور التربية والاجتماع فيها.
ولو يطالع الجيل العربي ما لقي الوالد في سبيل العلم من مشاق تنوء بالعصبة أولي القوة، وكيف تجسدت المروءات بشرا سويا في موقفه الشهم أيام انتشار الكوليرا إذن لكان له من ذلك درس بليغ يلقيه أستاذ عظيم هيهات أن يجود الدهر بمثله.
لقد ملأ أبوك نفسي اعجابا بنزعته الإصلاحية وبجهوده العملية في الاصلاح، وبثباته في وجه الشاغبين المشعبذين، وراقني تشبيهه ذلك المجلس الضلالي الذي أقاموه بمسجد الضرار. وحمدت الله أن قرأت ملخص كتاب التنزيه وتتبعت صداه واثره وعنف الحملة عليه والحركة العلوية والأموية، وقد ترحمت على مظاهريه أمثال السيد أبي الحسن الأصفهاني والسيد مهدي القزويني وترضيت الله عن الشيخ عبد الكريم الجزائري والسيد هبة الدين الشهرستاني وشكرت لله أن أقر عين أبيك برؤية نجاح دعوته وبذلك الاستقبال النجفي الباهر الذي جاء آية النصر المبين.
وقد أحسنت يا صديقي إذ نشرت نداءه البليغ إلى العرب والمسلمين من أجل قضية فلسطين ودعوته إلى مظاهرة ثائريها.
وأحب أن أعرب عن اعجابي الكلي بخطاب الدكتور حكمة هاشم في المجمع العلمي بدمشق وأن اشتاق فيه كاتبا بليغا من الطراز العالي.
كما أراني اثني على مقالات الأستاذ وجيه بيضون النامة على وفائه وعلى معرفته بالعظيم الراحل.
وأنوه بقصيدة الأستاذ احمد صندوق الذي اقرأ له واسمع باسمه أول مرة في حياتي ولا أدري أ يعود ذلك إلى جهلي أم إلى كونه مغمورا على غير حق، وقل مثل هذا عن قصيدة الشيخ خليل مغنية.
وناهيك بقصيدة الأخ السيد عبد المطلب إبداعا وروعة، وهي وحدها تصفه في صفوف كبار شعراء العربية.
ولا أتحدث عن المعروفين من فحول الشعراء أمثال الظاهر واليعقوبي والأحمد ولا أعددهم وأن كنت أذكرهم.
واراني في ختام القول أتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يثيب الوالد أجزل المثوبة فيدخله مدخلا كريما ويتقبل جهاده بقبول حسن، وأن يبلغك الأمل في انجاز سائر مؤلفات الوالد فتلك آلاء الله عليك ويده المسداة إليك. 682:
ميرزا محمد رضا ابن ميرزا محمد الناظر ابن ميرزا محمد مهدي الشهيد ابن محمد إبراهيم بن ميرزا بديع الرضوي المشهدي كان ناظر الآستانة المقدسة في عهد نادر شاه وشاهرخ. وفي سنة 1168 حين كان احمد شاه الأفغاني عازما على تملك بلاد إيران وارسل بسند خان الأفغاني مع خمسة عشر ألف فارس إلى جهات خراسان وجرجان واستراباد فهذا السيد الجليل المعظم بحسن سلوكه ومراعاته للتقية حفظ المشهد المقدس ولولا ذلك لكان مثل سائر البلاد التي حاصرها الأفغانيون ونهبوها وقتلوا أهلها وفي هذه المحاصرة ذهب خوانين خراسان إلى محمد حسن خان القاجاري بأهلهم وحشمهم إلى استراباد واهدوا له هدايا منها قطعتان من الألماس إحداهما وزنها ثمانية مثاقيل تسمى جبل النور والثانية وزنها ستة مثاقيل اسمها تاج ماه پور فأرسل نواب محمد حسن خان المذكور محمد ولي خان اخاه حسين خان مع جماعة لحرب الأفغانيين فقهروا الأفغانيين وهزموهم وفي هذه السنة وهي سنة 1168 صدر فرمان من احمد شاه الأفغاني في نظارة المترجم على الحضرة الشريفة الرضوية وكان للمترجم ثلاثة أولاد أولهم ميرزا محمد إبراهيم. 683:
الشيخ محمد رضا القمي الظاهر أنه الشيخ محمد بن محمد رضا بن إسماعيل القمي صاحب تفسير كنز الدقائق 684:
السيد محمد رضا الشبر الحسيني والد السيد عبد الله شبر توفي في الكاظمية سنة 1230 ودفن في الرواق القبلي ذكره السيد محمد ابن السيد معصوم في الرسالة التي وضعها في أحوال ابنه السيد عبد الله فقال: سيدنا الحليم الأواه السيد عبد الله سلالة العالم المحقق والماهر المدقق مستنبط الفروع من الأصول مرجع الدليل إلى المدلول علامة الزمن وحجة الاسلام محيي الليل بالعبادة ومن استوجب من الله الحسنى وزيادة فذلكة الفضلاء وبقية العرفاء العالم النحرير الفاضل المحقق المدقق التقي النقي. وساق الكلام إلى أن قال: المبرز على كل اهل الفضل في زمانه ومجتهد عصره وفريد اوانه المتواضع للصغير والكبير المعظم لدى الجليل والحقير ثم ذكر استسقاءه لأهل بغداد والكاظمين في مسجد براثا ونزول المطر بحيث هدم كثير من دور اهل بغداد. وبيت شبر سادة في الحلة إلى الآن من مشاهير السادة وشبر لقب جدهم الحسن بن محمد بن حمزة المنتهي إلى زين العابدين ع بعشرة آباء وكان السيد محمد رضا شبر كريما سخيا لا يرد سائلا وربما رهن جبته لقضاء حاجة سائل إذا لم يكن عنده دراهم. 685:
الشيخ محمد رضا بن محمد مهدي بن محسن السبزواري قرأ على السيد محمد الشهشهاني والشيخ محمد باقر الأصفهاني، كان يكتب الخط الجيد الفاخر ويعد من أساتيذ هذا الفن وكان مع هذا من عجب الزمان في سرعة الكتابة كان كثيرا ما يكتب في اليوم الواحد ألف بيت بالقلم الفاخر كتب قريب أربعمائة مصحف بالخط الفاخر. 686:
الشيخ محمد رضا بن محمد امين الهمذاني له كتاب الدر النظيم في تفسير القرآن الكريم مطبوع صنفه باسم السلطان فتح علي شا القاجاري. 687:
السيد محمد ابن السيد رضا آل فضل الله الحسيني العاملي العيناثي ولد سنة 1281 وتوفي أثناء الحرب العامة الأولى سنة 1336 وآل فضل الله سادة حسنيون أصلهم من أشراف مكة المكرمة وهم من أجل البيوتات في جبل عامل في العلم وصحة النسب وعندهم كتاب نسب جليل فيه خطوط العلماء وشهاداتهم.
والمترجم كان عالما فاضلا أديبا شاعرا منشئا قرأ في جبل عامل ثم